أخبارأخبار الرئيسيةسياسةمجتمع

الصيد التقليدي في السواحل الريفية، بين هجمات حوت الأوركا على القوارب واستهتار حكام المغرب بأرواح الصيادة

تعرضت قوارب صيد تقليدية على مستوى السواحل الريفية بمضيق جبل طارق، المنطقة البحرية ” مياه أشقار ”، يوم الاحد المنصرم، إلى هجومات من الحيتان الكبيرة المعروفة باسم الأوركا. و تمارس قوارب الصيد التقليدي بسواحل الجبهة و بليونش والقصر الصغير و سبتة حتى تخوم طنجة خلال هذه الفترة نشاط صيد سمك ” أبوسيف”، حيث كان كل من قارب الصيد “الوردة”، وقارب الصيد “اليملاحي” وقارب صيد آخر، ضحايا هجومات متتالية من الأوركا على مستوى سواحل كاب سبارتيل.

ويذكر أن هذه الدلافين الضخمة تتواجد بالمنطقة التي تعرف نشاطا متزايدا لإستهداف أسماك ابوسيف حيث يمارس الصيد لإشباع نزوته الغذائية، فهو يقترب أكثر من إحدى محميات التونيات بالمنطقة، إذ يشتهر هذا النوع من التدييات البحرية بإستهدافه لمجموعة من الأحياء البحرية بما فيها التون والإسبادون.

فحسب ما أورده البحارة في تصريحاتهم، أن حيتان الأوركا هاجمت مراكبهم بينما كانوا في طريقهم للمصيدة، و لاحظوا قطيع من أسماك الأوركا تحوم حول قارب صيد تقليدي متوقف، شل حركة محركه لإبعاد الاوركا، موضحا أنه بعد اقترابهم، و سماع ضجيج المحرك تحرك قطيع الأوركا نحوهم وهاجمهم مباشرة عبر توجيه ضربات للقارب، وأحدث ثقبا تسربت منه المياه بانسيابية كبيرة.

رجحت بعض التأويلات أن ذلك راجع لدفاع الأوركا على مصادر غذائها، حيث تتوفر لديها رؤية جيدة فوق وتحت سطح الماء، ومع امتلاكها لحاسة سمع مرهف، و قدرات استثنائية في تحديد مواقع الأشياء عن طريق الصدى echolocation، لم تستئنس مع صوت محركات القارب، أو اعتبرت الصوت منافسا لحركة القطيع على مصدر غذائه. أو تعرضها لموجات الأجهزة لتحديد الموقع الموضوعة على متن سفن الصيد.

في حين ترجح مصادر أخرى أن هذه الهجومات هو اسلوب دفاعي للحيتان، بعد ترخيص مديرية الصيد البحري وتربية الأحياء البحرية للسفن لصيد إناث الحيتان المرضعة واستخراج عنبرها بالذات. كما يؤكده البروفسور دافيد سين الباحث السويسري في النظام البيئي بمضيق جبل طارق، في مراقبته أنثى الحيتان وهي تسبح بجوار أطفالها لكي تدربهم على الحياة والتعايش مع السفن. ويعتقد حسب أحد المصرحين، أنه قد سبق لأحد السفن بأعالي البحار أقدمت على اصطياد أحد صغار هذه الحيتان مما جعلها أكثر عدوانية لذكاءها و قدرتها على حفظ السلوكات البشرية.

فبالرغم من انضمام حكام المغرب للاتفاقية الدولية لتنظيم صيد الحيتان والحفظ الملائم لأنواع الحيتان النادرة وإتاحة تطوير صيد الحيتان بطريقة منظمة، و اتفاقية برشلونة في فبراير 2016 لاستراتيجية البحر. مازال المغرب يمتنع عن تنفيذ التزاماته مع الدول المتعاقدة، بالامتثال لقوانين وإجراءات وإدارة الموارد السمكية و المحافظة عليها. وهذا ما تؤكده تصريحات ﻣﻨﺪوﺑﺔ اﳌﻐﺮب في تقريرها أمام الهيئة، بضرورة ﻋﺪم اﻋﺘﺒﺎر حيتان الأورك ﻣﻦ اﻷﻧﻮاع ذات اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﰲ ﻏﺮب اﻟﺒﺤﺮ المتوسط.

في المقابل، استغرب البحارة من الهجوم المفاجئ لأنواع من الأحياء البحرية، التي عرفت منذ زمن بتعايشها مع الصيادين بالسواحل الريفية رغم تحرشها المتواصل بالقوارب، لكن لم تصل لدرجة الهجوم العنيف الذي يعد سابقة في تاريخ السواحل الريفية.

و في ظل الأحداث الواردة، رفعت من جديد أصوات البحارة المنددة بالتماطل والإستهتار بحياة رجال البحر، في ظل غياب خافرة إنقاذ غير خافرة طارق بميناء طنجة التي لازالت تستنزف الأموال بعلة خضوعها لأشغال صيانة مما يعقد مهام إنقاد الأرواح البشرية. في استهتار تام للبحرية الملكية والدرك الملكي البحري، رغم نداءات الإستغاثة المتكررة للصيادة وقواربهم تغرق، و هم مشغولون بترصد “المهجرين الريفيين” و الإعتداء عليهم. لولا تدخل مراكب الصيد الساحلي التي تنشط بالمنطقة، من أجل تقديم المساعدة للقاربين المنكوبين، لتلافي أي خسائر في الأرواح.

يتبع…

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: