أخبارأخبار الرئيسيةسياسة

رسمياً.. هولاندا تسمي جسراً وسط العاصمة أمستردام بإسم الشاعر والمفكر الريفي “محمد شاشا”

رسميا وكنا سبق وأعلن موقع أريف دايلي، المجلس الاستشاري لتسمية الأماكن العامة لبلدية آدام (ANOR)، يقدم على الموافقة الرسمية لتسمية الجسر رقم 191 في Sarphatipark بأمستردام، بإسم الشاعر والمفكر والناشر الريفي محمد شاشا (1955-2016) وإعطاء الجسر الاسم. شاشابروج Chachabrug.

وتأتي هذه المبادرة الرائعة، اعترافا من الدولة الهولاندية بالمجهودات والمسار الحافل للشاعر والمفكر الريفي محمد شاشا، الذي لجئ الى هولاندا سنة 1977 تفاديا لإعتقاله من طرف النظام المغربي.

محمد شاشا (1955 – 2016)، هو كاتب وروائي وشاعر ومغني ومفكر ريفي هولندي، من قرية “قابو ياوا” الريفية، حيث عاش فيها مرحلة الطفولة والشباب، وفي سنة 1977 قرر الهجرة صوب هولندا التي اتخذها مقاما دائما.

نشاطه داخل الحركة التلاميذية بثانوية الشريف محمد أمزيان بالناظور، وكذا انتماؤه لمنظمة «إلى الأمام» الماركسية اللينينية، جلبا له متاعب لا تعد ولا تحصى، فقد طرد من ثانوية الشريف محمد امزيان عندما رفض ان يغني تمجيدا لملك المغاربة في أحد انشطة المؤسسة الدراسية، انتقل بعدها للاشتغال كبحار لكنه مرة اخرى سيطرد لكونه يقف إلى جانب البحارة ويحرضهم على الوقوف ضد استغلال أرباب المراكب.

ناضل شاشا من أجل أهداف تكمن في بناء وطن كريم يتسع للجميع على حد سواء، وكذا فضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في عهد الحسن الثاني وهو مازال شابا يافعا.

لشاشا مايقارب من 20 مؤلفا بين الرواية والشعر والقصة، ترجمت بعض أعماله إلى العربية والهولندية. هذا بالإضافة إلى إسهاماته ذات الطابع المدني أو الإنساني في صفوف المنظمات الدولية كمنظمة العفو الدولية.

زار «شاشا» العديد من البلدان عبر العالم، فزار دول أوروبا كاملة وبعض دول أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، ما جعل منه مفكرا انسانيا بالأساس.

لا يتقاضى شاشا أجرا مقابل مشاركته في الأنشطة الثقافية والإنسانية فهو يعتبر فعله ذلك نمط حياة، وأمرا عاديا جدا، تواضعه ذلك لم يجعل منه نجما مشهورا للأسف لأنه جندي خفي ودائم الوقوف في صف الطبقة الهشة.

توفي شاشا يوم الأربعاء 29 يونيو 2016 بأحد مستشفيات مدينة أمستردام بهولندا بعد معاناة طويلة مع المرض مخلفا أعمالا وانتاجات أدبية ملحمية تتسم بالتمرد على السائد واستعمال لغة المعيش اليومي دون تحريف الفاحش منها.

عرف “شاشا” لدى الجيل الأول من المهاجرين الريفيين بهولندا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا كشاعر، وقد تعددت اهتمامات واسهامات «شاشا» ما بين الموسيقى والادب والرواية باللغتين الامازيغية والعربية كما أن أعماله تمتاز بجرأة نادرة، ويتجلى ذلك من خلال اعماله الروائية التي اتسمت بالصدق والوصف الدقيق، والعبارات الحادة، بالإضافة إلى تأثره الكبير بالحكي الريفي التقليدي الذي كان يقام في الافراح والمناسبات الفرجوية.

من اعماله باللغة العربية:

الديوان الأول: المغرب الجديد (سنة 1979).
الديوان الثاني: قصائد الفقراء (سنة 1985 ).
الديوان الثالث: أين الامل (أواخر الثماينيات).
الديوان الرابع: كلمات متمردة (بداية التسعينات).

المؤلفات بالامازيغية:

, Tuɛaryent d tarewra zeg yiṭan] سنة 1995، مترجم إلى اللغة الهولندية.
[Rez ṭṭabu ad d teffeɣ tfukt] سنة 1997
[Ajḍiḍ umi yitwagg celwaw] مجموعة قصصية، سنة 1998
[Cway zi tibbuherya ɛad war twid] سنة 1999
[Abrid ɣer yezran] دراسة في الشعر الامازيغي القديم، سنة 2000
[Araji][Tarwa n umaḍal][Tuf teqqen][Tayri n tayri]

بالإضافة إلى اهتمام شاشا بالشعر، الادب، والموسيقى، راكم تجارب مهمة في مجال الإعلام والمسرح، خاض عدة دورات تكوينية في مجال المسرح انصبت حول التشخيص والتاليف المسرحي.

اتسعت دائرة اهتمامات وأنشطة “شاشة” ليصبح واحدا ممن كرس حياته في بلاد أوروبا في جمع الموروثات الشعبية الريفية ذات أصول قديمة موغلة في التراث الشعبي الامازيغي، بكافة أشكالها وأنماطها المتتعددة، وما مكتبته الشخصية الزاخرة بالكتب والمراجع والتسجيلات الصوتية النادرة لمجموعة من الفرق الموسيقية الشعبية ببلاد الريف، الا خير دليل على ذلك.

على الرغم من ظروفه الصحية الصعبة، حيث عانى كثيرا من إصابة على مستوى الرئة وعدم قدرته على العمل، محمد شاشة كان يعاني من مرض التليف الرئوي تليف رئوي (بالإنجليزية: Pulmonary fibrosis) الذي كاد أن يودي بحياته في عام 2004، حين بلغ به المرض حدا خطيرا، لكن محمد شاشا تغلب على المرض آنذاك وكتبت له حياة جديدة حيث استفاد من رئتين سليمتين تبرع بهما أحد المتبرعين بالأعضاء.

رغم ذلك كان شاشا دائم الحضور ويصر على المشاركة في كل المهرجانات التي تهم قضايا الامازيغية، والندوات السياسية والحقوقية المقامة بهولندا وعموم أوروبا، كما برز اسمه كثيرا وبقوة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان و الأقليات القومية والاثنية والدينية في المجتمع الهولندي، وكذا القضايا ذات الصلة بالمهاجرين الريفيين من خلال أنشطة متنوعة في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية. توفي محمد شاشة يوم الأربعاء 29 يونيو 2016، على الساعة الرابعة زوالا عن عمر يناهز 61 سنة بعد صراع طويل مع المرض بإحدى مصحات العاصمة الهولندية أمستردام.
جرت مراسيم جنازة محمد شاشا ظهر يوم الأحد 3 يوليوز بمقبرة اخف ن شبذان نواحي الناظور، وقد توافد على المقبرة عدد غفير من المناضلين من مختلف الجهات والاتجاهات الفكرية، و كانت جنازته ولاول مرة في الريف تشهد دخول النساء إلى المقبرة اثناء مراسم الجنازة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: