أخبارأخبار الرئيسيةمجتمع

هل هذا صحيح.. 43% من القوات المسلحة الاسبانية في سبتة من أصل ريفي؟

تزامنا مع زيارة وزيرة الدفاع في حكومة بيدرو سانشيز، مارغاريتا روبليس إلى مدينة سبتة الريفية المحتلة المتمتعة بالحكم الذاتي (كما أوردناه بتفصيل في مقال سابق)، كشفت رئاسة الحكومة الإسباني La Moncloa على موقعها الرسمي بأن 《سبتة تعرف تمركز 3000 جندي، تم دمجهم في مجموع السكان المحليين البالغ 82.500 نسمة》.

موضحة أن 《54 في المائة منهم إسبان من أصل أوروبي، و 43 في المائة من أصل شمال إفريقي، بالإضافة إلى وجود جالية عبرية و هندوسية》.
واصفا الحامية العسكرية الإسبانية في سبتة بأنها 《مكونة من 3000 رجل وامرأة مستعدين لخدمة إسبانيا》.

وزارت روبليس رفقة رئيس أركان القوات المسلحة الإسبانية، الجنرال “أمادور إنسينيات”، مقر القيادة العامة للجيش في سبتة ومواقع وحداتها، بما فيها المجموعة الرابعة والخمسين من جنود الريكولاريس الخاصة بمدينة سبتة في ثكنة “غونزاليس تابلاس”، حيث كان بانتظارهما الكولونيل “خوصي ماريا مورو” وبحضور رئيس الحكومة المحلية للمدينة “خوان خيسوس فيفاس” ومندوب الحكومة المركزية “رافاييل غارسيا رودريغيز”.

ووصفت روبليس سبتة بأنها “مدينة تمثل التعايش والحوار”، مشيدة بـ”الاتحاد الدائم بين سكان المدينة وعناصر الحامية العسكرية”، هؤلاء الذين قالت إنهم عبروا عن “استعدادهم لخدمة إسبانيا والدفاع عنها”، وأيضا “التزامهم ببناء مجتمع أفضل وأكثر عدلا ليكون مصدر فخر للجميع”، معبرة عن أسفها لمقتل الجندي إدريس اعمار في حي برينسيبي الشهير واصفة الأمر بأنه “جريمة نكراء”.

إلا أن الواقع يؤكد أن أغلب الجنود المتمركزين بالمدينة الريفية المحتلة (وكذلك مليلية والجزر المحتلة)، يعود إلى أصل ريفي وليس “شمال إفريقي” بالتعميم كما يشاع أحيانا في احصاءات رسمية للحكومة الإسبانية، وذلك لاعتبارات جيوبوليتكية، لتفادي الحساسية التاريخية والعقدة التي لازالت تشكل مصدر قلق لمصطلح المورو الذي ارتبط أكاديميا في المخيال الشعبي التاريخي الإسباني بالريف حصرا ثم لاحقا بما يليه من بلاد المغرب.

وعندما نقول من أصل ريفي، فنحن لا نتحدث عن أجانب، بل عن سكان أصليين لسبتة (وكذلك مليلية والجزر المحتلة) من ريافة وجبالة أهالي بلاد الريف التي كانت تسمى قديما موريطانيا [الطنجية]، ومنها جاء مصطلح المورو التاريخي الذي اقتبس لغويا من الجذر الأمازيغي “مور” من الأرض “ثامورث”. لذلك لا نستغرب من تواجد جنود من أصل ريفي ضمن العساكر التي تحرس ثغورا ريفية محتلة، بقدر ما نستشعر ارتياب الاحتلال من حرصه على أن تكون نسبة الأصول الأوروبية أكثر من النصف، ولو بدفع تكاليف باهضة لتحقيق ذلك الترجيح في التوازن.

هذا، وقد أفادت تقارير إسبانية، أن حكومة سبتة المحلية تريد تحويل المدينة إلى نقطة جذب للجيش الإسباني من خلال تعزيز التواجد العسكري بالثغر المحتل.

وحسب ذات المصادر، لم يتردد رئيس حكومة سبتة “خوان فيفاس” في إبلاغ وزيرة الدفاع الإسبانية خلال زيارتها للمدينة المحتلة منذ أيام، عن رغبة الحكومة الإقليمية بالمدينة في ملء الشواغر العسكرية في سبتة واستقدام مزيد من القواعد والقوات العسكرية للاستقرار وتحريك العجلة الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: