تاريخ

ال- Julián Bravo Perez، الطبيب الإسباني الذي وثق خدماته الصحية بقبيلتي كبدانة وأولاد ستوت.

على عهد الإحتلال الإسباني للريف، كان هناك أطباء مدنيين وهم ذو أصول إسبانية، يقومون بواجبهم المهني اقتداءا للواجب واستجابة لما يمليه عليهم الضمير المهني، وكان هناك أطباء آخرين عسكريين تم توظيفهم لأغراض سياسية وعسكرية، إذ سندت إليهم مهمة الإحتكاك بكل أطياف وشرائح المجتمع الريفي، وذلك لغرض ربط علاقات ودية تمكنهم بمعرفة أحوال العباد والبلاد..، وبالتالي إعداد تقارير وأبحاث ومراسلات تسلم فور الإنتهاء بها للسلطة الإسبانية، التي ستحدد بها فيما بعد أليات الإحتلال.


ولهذا المرمى بالذات لعب هؤلاء الأطباء دورا مهما في تعبيد الطريق وتسهيل مهمة الهيمنة، طبقا للخطط التي ستحددها هذه السلطة.


ومن بين الأطباء العسكريين الذين وظفتهم السلطات الإسبانية للمهمة المذكورة أعلاه على سبيل المثال، نجد الطبيب Julián Bravo Perez. وهذا الطبيب أعد من خلال رحلاته الاستكشافية والإستشفائية داخل الريف وخاصة بالجزء الشمال الشرقي منه، العديد من الدراسات، كان جلها يتمحور حول الطب.

وبحكم أنه كان طبيبا عسكريا ميدانيا، فقد طور مدة مكوثه على الأراضي الريفية نشاطا مكثفا للنشر والبحوث، إذ كتب كتابا سنة 1932م عنونه ب: medicina española y la medicina indígena en Marruecos. Las Kábilas de Quebdana y Ulad Setut، بمعنى “الطب الإسباني وطب الأصلي بالمغرب: قبائل كبدانة وأولاد ستوت”.

وهذا الكتاب يحتوي على العديد من الصور الفوطوغرافية والخرائط المواقعية لكلا القبيلتين. ونجده يتحدث كذلك عن الأمراض التي كانت شائعة حينذاك في أوساط القبيلتين وعن الطرق التقليدية لعلاجها، كما تطرق الى الدور الفعال الذي قام به الطبيب وهو كمعالج هناك، كما ذُكر فيه بالتفصيل دور الطب الإسباني بالمستشفيات الريفية، و كذا دور الأطباء العسكريين، الذوي الأصول الإسبانية بالريف.

ومن الأعمال الأخرى التي قام بها الطبيب Julián Bravo Perez، نجد من بين كتاباته وتوثيقاته التي نشرتها مجلة Revista Africa”سنة 1924م
“Síndrome extrapiramidal” en La Medicina “El manantial termal de Muley Alí” y “Supersticiones y curanderismo” y “Los consultorios indígenas en la zona de Melilla”
وفي هذين المقالين يتحدث عن الينبوع الحراري
“مولاي علي”(الناظور) وعن عيادات السكان الأصليين المجاورة لمنطقة مليلية، ومن بينها قبيلة كبدانة وأولاد ستوت.

وفي سنة 1927م كتب مقالا مطولا في مجلة ” Tropas colonial” تحت عنوان ” La medicina en Marruecos ” بمعنى ” الطب بالمغرب”. وفي سنة 1928م ، نشر بحثا في نفس المجلة تحت عنوان ” Medicina de los Países Cálidos” بمعنى “الطب في الدول الدافئة”.

وللمعلومة، فإن Julián Bravo Perez، درس بإسبانيا وتخرج من كلية الطب بمدريد عام 1919م وعمل في الريف ومدينة مليلية بالخصوص كطبيب عسكري. ثم عاد الى اسبانيا سنة 1927م وفارق الحياة هناك في سنة 1945م.

نورالدين شوقي باحث في تاريخ وتراث كبدانة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: