أخبارأخبار الرئيسيةأخبار دوليةمجتمع

نشطاء الحراك الريفي بأيثويربن/أنفيرس البلجيكية يوجهون نداء إلى عموم الجموع الريفية بأوروبا من أجل إستعادة العمل الميداني بعد أجواء التخفيف من إجراءات الحجر الصحي

توصل موقع اريف دايلي بنداء يتم توزيعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي من طرف نشطاء الحراك الريفي ببلجيكا وتحديدا موقع انتويربن، التي ينطقها النشطاء ايث ويربن في إشارة إلى قوة التواجد الريفي بالمدينة، وقد استثمر النداء توقيت التخفيف من إجراءات التقييد الصحي التي تعرفها بعض بلدان أوروبا لدعوة الجموع الريفية إلى تجديد دماء العمل الميداني من أجل القضية الريفية عموما، وهنا نصه كاملا كما توصلنا به:

“بيان ونداء

ننهي إلى علم عموم الجموع الريفية في أوروبا، وخاصة ريفيي/ات بلجيكا، أن مجموعة من نشطاء الحراك الريفي باَيث ويربن قد توصلوا بعد تنسيقهم الجماعي إلى تنظيم وقفة رمزية واحتجاجية بساحة الشهداء بمدينة أنتويربن (Riffijnen Martelarenplein, Handelstraat)، ابتداء من الساعة الخامسة مساء الى السابعة مساء يومه السبت 12 يونيو 2021.

تأتي هذه الوقفة بعد أجواء الحجر الصحي التي فرضت علينا جميعا شروطا قاسية من التباعد الاجتماعي أثرت فينا جميعا كمهجرين/ات ريفيين/ات هنا بالديار الأوروبية، سواء على المستوى المادي والمعنوي لعلاقاتنا الفردية والجماعية في ما بيننا هنا بأوروبا أو مع أهالينا وبلدنا الأصل في الريف الوطن.

فمن جهة هنا شتات غير منتظم اقتصاديا ثقافيا سياسيا وغير متماسك ولا متضامن اجتماعيا للأسف، ومن الضفة الأخرى هنالك عائلاتنا وموطننا الأم في مواجهة قمع واجتثاث مخزني بينما نشهد على كل ذلك دون أن تتطور قدراتنا إلى مساعدة أمنا الريف الوطن بالشكل الكافي واللازم لتحسن الأوضاع وتطورها نحو الأفضل، ولو كما يفعل غيرنا من المهجرين الذين نشاركهم هاته الديار الأوروبية فهم ساهموا ويساهمون بشكل ملحوظ في تطور أوطانهم وانتصار قضاياهم، ولو على الأقل أن نفعل مثلهم حتى وإن كنا أكثر منهم عددا وأقدم تواجدا هنا للمفارقة.

تأتي هذه الوقفة إذن كبداية بعد أجواء كورونا لتشجيع كل محاولات لم شمل شتات جموعنا الريفية بأوروبا ولتنشيط اللقاءات والعلاقات بين ريفيي/ات المهجر من مختلف الفئات التي نعرف أنها قد بدأت تشعر بذلك التميز الريفي الذي يميزها عن بقية المهجرين/ات والذي يملأ رويدا رويدا ذلك الفراغ الهوياتي الخطير بعد انطلاقة حراك الريف الشعبي طيلة أربع سنوات ونصف، فبمثل هذه الوقفات والتجمعات تتشكل بيننا أواصر القرابة الريفية وتتقوى بيننا وبين وطننا الأم روابط حب الوطن وقوة الشعور بواجب خدمة الريف للازدهار والالتحاق بالأمم المتقدمة وسيادة الحقوق والقوانين، عوض أن يبقى أبناؤنا وبناتنا هنا عرضة لأي انتهاز من طرف العصابات والمتطرفين والمخزنيين الذين يستغلون مشكلة الفراغ الهوياتي وعقدة الإحساس بعدم الانتماء والضياع.

سيتم تنظيم هذه الوقفة في خضم التطورات التي عرفتها القضية الريفية داخل ءاريف الوطن وخارجه، وبالتوازي مع تنامي الوعي الريفي بالأسباب الحقيقية وراء تفقيرهم وقمعهم وتهجيرهم ثم ابتزازهم كجالية قادمة من الخارج، وما خير دليل يذكرهم بذلك هو ما حدث مؤخرا بسواحل الريف الغربي، حيث جعل حكام المغرب من أطفال الريف والمغاربة المفقرين والمعدومي الآمال فئران تجارب وأوراق ضغط يدفع بها نحو البحر لابتزاز أوروبا كي تدفع المزيد من المال مقابل لعب دور الدركي النجيب في حراسة الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق والتي هي ضفاف الريف في الواقع. إضافة إلى الابتزاز المستمر بملفات الإرهاب والتهريب الدولي للمخدرات وزعزعة الاستقرار على حدود أوروبا الجنوبية التي يدفع بها مؤخرا وبشدة لانتزاع بعض الامتيازات المالية في إطار شراكة الجوار الأوروبي، غير أننا جميعا نعرف أن تلك الميزانيات تنتهي في جيوب نفس المسؤولين على وجود واستمرار تلك المشاكل التي تحاول أوروبا إيجاد حل لها بتمويل تنمية دول الجوار !

وهذه المواضيع تهمنا من جانب آخر أيضا، وهو أننا نساهم في هذه الميزانيات بطرق مباشرة أو غير مباشرة، خصوصا وأن منا كثير من الريفيين/ات الأوروبيين/ات الجنسية ومن دافعي/ات الضرائب التي تمول تلك الميزانيات كغيرنا من الأوربيين/ات. ونحن نعرف أن هذه التمويلات تشترط تقوية واحترام حقوق الإنسان الفردية والجماعية في شموليتها، غير أن ما نعاينه هو أن حكام المغرب لا يلتزمون بذلك حتى فيما يخص ملاحقة ومتابعة المهجرين/ات بأوروبا ولو كانوا من الحاصلين/ات على الجنسية الأوروبية لبلد من بلدان الاتحاد الأوروبي وما بالك بالذين هم تحت الحصار والقمع المخزني داخل الريف الوطن.

لذلك ستكون هذه الوقفة أيضا للتنديد باستمرار الحصار العسكري على الريف واحتجاجا على تواصل مسلسل الاستدعاءات البوليسية والاعتقالات السياسية للشباب المنادي بالحق والقانون داخل الريف، وآخرهم كان الناشط الريفي عبد الحق الداوي من اَيث نصار والمستثمر الريفي محمد أمين عبدوني المتابع في حالة سراح بعد أن وصلت أطوار قضيته إلى كل بيت ريفي هنا بأوروبا كونها تشابه كثيرا من قضايا مستثمرين ريفيين آخرين بالآلاف، وكذا استمرار احتجاز مجموعة جلول في طنجة كآخر رهائن حراك الريف الذين تم استثناؤهم من الإفراج الأخير إضافة إلى الرهينتين وافي قجوع و منير بن عبد الله الذي تم استثناؤه عقابا على رفعه شكايات رسمية إلى الآليات الأممية لحقوق الإنسان التي أصدرت تقريرا ينصفه ويفرض على حكام المغرب توصيات ثقيلة لم يلتزموا بها لحد الآن مما سيجذب عليهم مزيدا من الملاحقة الحقوقية والقانونية.

ولكي نحتج على عدم ضمان السياسات الأوروبية لحقوقنا كمهجرين/ات أو كأهالينا بالريف الوطن عند تمويلها لحكام المغرب وتدريب قواتها القمعية ببرامج مثل Enfopol أو Cepol تستغلها في مزيد من قمع المواطنين/ات ومحاصرة الريف وباقي المناطق المنتفضة، (للتنديد بذلك) نود أن تشهد الوقفة تضامنا ودعما غير مشروط مع الريفي البلجيكي علي أعراص كنموذج حي لما يمكن أن يحدث لأي ريفي/ة ولو كانت لديه/ا جنسية بلد أوروبي، وهو الذي تعرض إلى أبشع أنواع التعذيب داخل مقرات الاستخبارات المغربية وسجونها لتوريطه وإضافته ضمن ملفات الإرهاب دون حماية بلجيكية وبتواطؤ إسباني، ومازال يتعرض للتشهير والتكذيب لصموده وإصراره على فضح هذه الممارسات الهمجية وتسمية معذبيه وملاحقتهم القانونية دوليا خصوصا وأنه قد تواصل مع المبعوث الأممي لمناهضة التعذيب ومع المنظمات الحقوقية حتى من داخل سجنه الذي طال 12 سنة من الظلم والتعدي، تماما كما يحدث مع المعتقل الألماني السابق محمد حاجيب أو مع الأكاديميين العقلاء مثل المعطي منجب أو مع الصحافيين المستقلين مثل عمر الراضي وسليمان الريسوني وآخرين ونعلن تضامننا الكلي معهم.

مع العلم بأن البوليس السياسي في المغرب لازال يفبرك الملفات وينفخ في لوائح معتقلي الإرهاب، كما يحدث خاصة في الريف إلى درجة استغلال تدوينات مازحة في الفايسبوك لاختطاف شبان وقاصرين ومحاكمتهم بتهم تشجيع الإرهاب وسجنهم ضمن مجموعات الإرهاب بعيدا عن أي دعم حقوقي، وآخرهم فتى من إمزورن اسمه عبد الله بوقيو تم ظلمه بأربع سنوات سجنا.

من خلال هذا البيان نود أن ننوه بالصمود البطولي والنضال الغير المسبوق لكثير من نشطاء/ات الحراك الريفي بأوروبا ونهنئهم على مجهوداتهم الجبارة التي عرت ممارسات حكام المغرب وزادت من الضغط عليهم أمام الرأي العام الدولي حتى توج ذلك بالإفراج عن معظم رهائن حراك الريف الشعبي، ولو كان ذلك خطوة صغيرة على الدرب الطويل الذي سنشقه نحو ريف الغد، ريف الحرية والازدهار. ونوجه تحية خاصة للنشطاء الحركة الريفية ببرشلونة ببلاد الكتالان، على تحركاتهم الميدانية المتواصلة.

ومن هنا نجدد دعوتنا إلى استمرار التوعية والمزيد من النضال السلمي واقتحام العمل المؤسساتي والفعل الحقوقي سواء على المستوى الأوروبي أو الدولي لردع هذا الطغيان الجاثم على ثروات الريف وعلى صدور معظم الريفيين/ات منذ عقود، مزيدا من التواصل والعمل الجماعي والمتنوع حتى نتمكن من الإفراج عن باقي الرهائن في أفق الانعتاق الكامل وتحرير الوطن.

كما نجدد نداءنا لكل الجموع الريفية بأوروبا عموما، وإلى كافة نشطاء الحراك الريفي ببلجيكا وهولندا خصوصا، من أجل الحضور المكثف والفاعل معنا في هذه الوقفة، أو التحرك الميداني المحلي لتنشيط عروق الجسد الريفي بأوروبا بعد فترة الحجر الماضية وتحسيس الرأي العام الأوروبي والدولي بمخاطر تمويل حكام المغرب عبر فضح ممارساتهم الإجرامية وتحصين ريفيي/ات أوروبا من استغلالهم وابتزازهم في ثرواتهم وذريتهم وحقهم في وطنهم الأم.

نشطاء حراك الريف بأنتويربن. بلجيكا.

23 ماي 2021.”

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: