أخبارأخبار الرئيسيةتاريخ

مدينة فيݣو تعترف بشراء طائرة حربية للجيش الإسباني لمواجهة الجيش الوطني الريفي

ترجمة لمقال نشرته جريدة La Voz De Galicia يوم السبت 29 ماي 2021، بمناسبة اقتراب ذكرى مرور 100 سنة على انهزام الجيش الإسباني على أيدي الريفيين في معركة أنوال.

قبل قرن من الزمن، اشترى أبناء مدينة فيݣو الغاليسية طائرة حربية للجيش الإسباني لمواجهة استقلال الريف في الشمال الغربي لإفريقيا. كان ذلك بعد الإنتصار العظيم للريفيين إبان معركة أنوال مباشرة، والتي أدت إلى إنهزام نكراء لقوات الجنرال سيلفستري، ونتج عنه مقتل حوالي 10000 جندي، وجرح الآلاف، ومئات الأسرى. استمرت إسبانيا في حربها الاستعمارية في الريف منذ بداية القرن العشرين ضد جمهورية الريف بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، والتي لم تستطع اخضاع الريف والريفيين الا حتى عام 1927 باستعمال كل انواع الأسلحة المحرمة دوليا.

شكل إنهزام جيش الاحتلال الاسباني بمعركة أنوال عقدة للمجتمع الإسباني اَنذاك، إلى جانب الغضب الشعبي ضد أسلوب السلطات في شن الحرب، نتج عنه نشوء شعور وطني أدى إلى اشتراكات شعبية في الحرب لشراء الطائرات، وهو عنصر نادر في تعامل الجيش الإسباني في ذلك الوقت، وهو سلوك يمكن أن يوجه الحرب إلى جانب واحد.

في مدينة فيݣو، كما هو الحال في مدن أخرى، تم إنشاء لجنة لجمع الأموال اللازمة لشراء طائرة قتالية وطرحت الفكرة على وزارة الحرب. قبلت الوزارة العرض واقترحت نموذجين للطائرات، واختارت طائرة ذات سطحين D.H.4 هافيلاند، ذات المحرك رولز رويس. في نفس الوقت بدأت عملية جمع التبرعات.

تقدم أسماء كبيرة في مدينة فيݣو من الطبقة البورجوازية بمساهمات تتماشى مع دخلهم، فيما ساهم أيضا بقية الجمهور من عموم المواطنين بمساهمات صغيرة من الأموال. فيما يزيد قليلاً عن شهرين، تمكنت المدينة من جمع أكثر من أربعون ألف بيزيتاس في الاشتراكات الثلاثة للجن المسؤولة عن تمويل الحرب في الريف.

في 20 أكتوبر 1921، تم تسليم طائرة فيݣو إلى الجيش الإسباني، في حفل أقيم في مطار كواترو فيينتوس في مدريد، بحضور ملوك إسبانيا. أرسل حاكموا مدينة فيݣو لجنة خاصة تتكفل بمراسم حفل التسليم، والتي كانت مكونة من مدير المستشفى العسكري ألفريدو بيريز فيوندي، مانويل أوتيرو بارسينا، رئيس الكازينو: السناتور إلاديو دي ليما، نائب العمدة خوسيه فرنانديز وغونزاليس، وفرانسيسكو جوميز رومان، ممثل Industrias Pesqueras، وأقيم الحفل في مطار كواترو فيينتوس في مدريد.

في نفس اليوم تم كذلك تسليم الطائرات التي تبرعت بها كل من مدينة كارتاخينا ومورسيا وأفيلا. وسبق وأن تم تسليم ستة أجهزة أخرى (عدة الحرب) من قبل مجموعات سكانية إسبانية مختلفة. كما تم تسليم 12 جهازًا آخر (لوازم الحرب) من قبل العديد من الأثرياء الأسبان. كانت فيݣو هي المدينة الغاليسية الوحيدة التي قبلت التحدي، على الرغم من أنه من الصحيح أيضًا وجود مساهمات من البلدات المجاورة.

في 2 نوفمبر 1921، اجتمعت لجنة الإدارة في مدينة فيݣو لتسوية الحسابات، وبلغت تكلفة الطائرة التي تم شراؤها من المملكة المتحدة 32499.60 بيزيتاس. وكان لا بد من إضافة 240 بيزيتا من الضرائب والنفقات إلى هذا المبلغ. وذكرت اللجنة أن هناك 7776 بيزيتا متبقية، ووافقت على تسليم هذا المبلغ إلى مجلس أمهات الجنود في إفريقيا. وصلت طائرة فيݣو إلى مليلية في 4 نوفمبر 1921 وفي اليوم التالي بدأت بقصف مواقع رباط المحاربين الريفيين.

كان الكابتن إدواردو غونزاليس-غالارزا أول طيار لفيݣو، والذي قاد منه السرب الذي غادر إلى مليلية في بداية نوفمبر. بعد خمس سنوات، أصبح غالارزا شخصية بارزة في مجال الطيران عندما شارك مع الطيارين لوريغا ورافائيل مارتينيز في رحلة مدريد إلى مانيلا.

مع اندلاع الحرب، تحالف غالارزا مع قوات فرانكو، وفي عام 1945 تم تعيينه وزيراً للطيران، منذ أن شغل هذا المنصب حتى نهاية عام 1957. وفي عام 1951، أعطى أوامره النهائية لبناء مطار بينادور، الذي ترأس افتتاحه بعد ثلاث سنوات من البناء.

قاد جالارزا طائرة Vigo، الى حدود صيف عام 1922، عندها تم نقلها إلى فرقة نابير. توقفت الطائرات ال 45 من نوع هافيلاند DH4 التابعة للجيش عن العمل قبل عام 1926 بقليل. وقبل ذلك، نفذوا أول قصف ليلي للطيران العسكري الإسباني وتم اسقاط 35 طائرة حربية بقصف أرض جو بنيران ومدافع الجيش الريفي.

Afficher l’image source
نموذج من الطائرة الحربية DH4 هافيلاند.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: