أخبارأخبار الرئيسيةتاريخ

دور مرسى راس الماء “قابوياوا” في العلاقة التجارية بين الكبدانيين وإسبان الجزر

في فترة ما قبل سنة 1873م كان مرسى راس الماء خاضع لنظام تسيير [..] تديره السلطات المحلية بكبدانة من أعيان القبائل او من قيادها – وكان يتم ذلك دون تدخل الحكومة المركزية المغربية.

وهذه السلطة التي كانت تسمى ب” المحلية” كان لها الحق في قطع اي علاقة تجارية او ربطها [1]. كما ان جميع الانشطة التجارية كانت تتم بالدرجة الأولى مع اسبان جزر الجعفرية واحيانا كان مع الغرب الجزائري واهالي الريف الغربي وقلعية.وهذا التبادل التجاري كان يتلخص في بيع المنتوجات الفلاحية الزراعية والمواشي والفحم والمواد الغذائية المهربة.

وفي سياق هذا الرواج التجاري والى حدود [..] يوم 18 مايو من عام 1873م عملت السلطات الاسبانية الى اصدار قانون ينص في بنده الأول على تحويل ميناء سبتة مليلية والجزر الى موانيء حرة.. وقد نشر هذا القانون يوم الأربعاء الموافق ل 20 مايو من سنة 1873م نشر في جريدة: la gaceta de Madrid 20 Mayo 1873

.. [..] وكان الدافع من وراء ذلك هو تعزيز التجارة مع سكان المناطق الحدودية، وجعل الممتلكات الإسبانبة بشمال إفريقيا مناطق منتجة، وتحويلها الى أداة لخدمة المصالح الإسبانية في المنطقة..

لكن خابت هذه الأمال في الجزر الجعفرية وتعثرت تلك الأماني، لأنه لم يكن للمغرب مكتب جمارك برأس الماء – المتواجد على ساحل بلدة كبدانة- ..وبالتالي تعذر تصدير البضائع من الجزر بشكل قانوني.

فقد وافق المغرب على إقامة نشاط تجاري محدود مع الممتلكات الإسبانية بشمال إفريقيا – بإستثناء مليلية-، حيث إنحصرت التجارة بين الجانب الإسباني والمغربي في تصدير المنتجات الزراعية والحيوانية لتموين سكان تلك المناطق.. في موازاة ذلك لم تقم إسبانيا رغم إنتصارها على المغرب في حرب تطوان سنة 1860م، بفرض إنشاء مكتب جمارك في رأس الماء بكبدانة وضاعت بذلك أفضل فرصة للمساهمة في تنمية الجزر..

وبالرغم من حظر المغرب إستراد السلع من الجزر الجعفرية فإن تجارا من كبدانة كانوا يقصدونها لبيع منتوجاتهم الفلاحية والحيوانية، في مقابل شراء سلع بثمن مناسب بسبب الإمتيازات التي كانت تخولها وضعية الميناء الحر، مما أدى الى ظهور نوع من التبادل التجاري وهو ما يطلق عليه اليوم بمليلية التجارة الغير النمطية.. بمعنى التهريب.

..في هذا السياق دفعت هذه التجارة غير نمطية ممثلي السلطان في منطقة كبدانة الى منع زيارة الجزر تحت طائلة أداء غرامات مالية ثقيلة[2].

وبحكم أن قطع العلاقات التجارية او ربطها كانت تقرره السلطات المحلية بكبدانة دون تدخل الحكومة المركزية المغربية فيه .. فإن هذا أدى الى إضطراب في التجارة.

مما عجل بالحكومة المغربية سنة 1879م ان تأمر قائد كبدانة بعدم التدخل في شأن تموين سكان الجزر ..


[1]-[2]المصادر:

  • The Chafarinas Islands
    From 1848 to the beginning of the21st century
    BY: Carlos Esquembri HinojoTranslation: Mohamed AbdelmoumenSubmission and review: Dr. Mustapha El Merroun

نورالدين شوقي..باحث في تاريخ وتراث كبدانة

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: