أخبارأخبار الرئيسيةسياسةمجتمع

الحلقة الثانية.. ليلة السقوط في الكمين – الجزء الأول: محاضر ضابط الشرطة السياسية زكرياء طريطقي المتورط في شبكة الكوكايين.

بادئ ذي بدء، كما عودناكم دائما وكما أشرنا سابقا في الحلقة الأولى من تحقيقنا الذي نجريه حاليا في هذه القضية، إلتزامنا بالمصداقية والحيادية واعتمادنا على الوثائق الرسمية وتوفرنا على جميع العناصر المكونة لأحجية شبكات الجريمة المنظمة بالريف والتي نحن بصدد حلها وتفكيكها.

فقد إرتأينا أن نتناول الموضوع من جميع جوانبه بطريقة مستقلة وموضوعية معتمدين في ذلك على المنهجين الإستقرائي والإستردادي حتى نتمكن “معا” من رفع الستار عن الحقيقة والغموض عن هذه القضية، وذلك بجمع وتقييم الحقائق وأن نضع في الإعتبار جميع وجهات النظر، حتى نضع متتبعينا الكرام، إحتراما منا لذكاءهم وقدراتهم على التحليل والإستنتاج، أمام الصورة الكاملة لما يحصل بالحسيمة الريفية.

  • السبت 01 ماي 2021 الساعة العاشرة ليلا:

تحت إشراف مباشر لرئيس المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بالحسيمة العميد ممتاز مصطفى بروال وتنفيذا للتعليمات الصادرة عن الوكيل العام للملك بالحسيمة اسماعيل حمدي ووكيل الملك أحمد البنوضي ونائب وكيل الملك ياسين الأسروتي. حيث قاد ضابط الشرطة السياسية زكرياء طريطقي رئيس فرقة البحث الثانية لمكافحة المخدرات رفقة ضابط الشرطة صلاح الدين جاهيد ، وكذا العاملين تحت إمرته كل من مفتشي الشرطة خالد الوليشكي زمو و عدنان بوعزة ومقدم الشرطة عمر اليوسفي نحو حي إحلوفن بعد إخبارية توصلوا بها من أحد مخبريهم كون أحد الأشخاص الملقب ب “ح. مارينا” يتعاطى لترويج الكوكايين بالمدخل الشرقي لمدينة الحسيمة.

بعد تربص دام لأكثر من ساعة أمام منزله الكائن بشارع مالقا، وبمجرد خروجه باغتوه من كل الجهات فتم القبض عليه، وعند تفتيشه تم العثور بحوزته على كمية من مخدر الكوكايين وهي تخصه، وقد أعدها للترويج وأن مزوده بهذه المادة ضابط شرطة العامل بفرقة مراقبة التراب الوطني DGST يدعى “ع.م” وهو في انتظاره قرب مقر عمله بالجهة الخلفية العلوية من شارع بئر أنزران بوسط المدينة متن إحدى سيارات الكراء، وذلك من أجل تزويده بكمية إضافية من نفس المخدر قصد ترويجها وسط زبناءه المدمنين.

على ضوء هذه المعطيات انتقلت الفرقة إلى شارع بئر انزران بوسط المدينة أين ألقي القبض على الموظف DST متن إحدى سيارات الكراء، وبأخضاع سيارته لتفتيش دقيق بحضوره تم العثور على كمية المخدر وميزان رقمي، صرح في شأنهما أن المخدر معد للترويج، والميزان الرقمي يستعمل في وزن كميات مخدر الكوكايين لترويجها بين المدمنين.

فتم استقدامهما إلى مخفر الشرطة السياسية ووضعهما تحت الحراسة النظرية بتعليمات نائب وكيل الملك ياسين الأسروتي، بعد إنجاز محضرين في حقهما كل واحد منهما على حدة متابعين في نفس الملف بتهمة ترويج الكوكايين.

  • المحضر المنجز ل ح. م عدد 168/ش.ق/2021:

“ح. مارينا” مدمن بشدة على استهلاك مخدر الكوكايين وذلك منذ مدة طويلة وكذا استهلاك المشروبات الكحولية الشيء الذي يتطلب منه مبالغ مالية مهمة إلا أنه وبالرغم من ذلك لم يسبق له أن عانى من أي ضائقة مالية نظرا لعدم رفض والدته لأي طلب منه، كما أنه تجمعه علاقة سابقة بضابط المخابرات المغربية “ع.م” منذ مدة طويلة والذي كانا يقضيان سهرات عدة يستهلكان خلالها المخدرات القوية ويحتسيان الخمور معا.

ومنذ أسبوع من تاريخ الإيقاف أخبره “ع.م” بأنه يرغب في التزود بكمية من الكوكايين قصد إعادة ترويجها بهذه المدينة، وطلب منه مساعدته في ذلك سواء في التزود بها أو إعادة ترويجها نظرا لمعرفته الكبيرة بهذا الوسط، وذلك مقابل تسلمه له كل ما يحتاجه من أجل الإستهلاك بثمنها الأصلي وكذا مبلغ 50 درهم عن كل غرام يعمل على بيعه. وبعد أن أخبره أن الكمية التي يرغب في التزود بها تناهز 30 غرام فقد أرشده إلى أحد الأشخاص ينحدر من منطقة إساكن كان قد سبق له التزود منه عدة مرات من أجل الإستهلاك، وقد اتصل به فطلب منه القدوم إلى غاية منطقة اساكن للحصول على السلعة.

فتوجه رفقة “ع.م” على متن سيارته المكتراة والتقيا بالمزود بالقرب من محطة شال ببلدة اساكن وبعد ان عرفه على مرافقه اتفقوا على ثمن 650 درهم للغرام الواحد وقد طلبوا منه كمية 28 غرام فأحضر لهما السلعة من مكان غير بعيد وعينة من أجل تجربتها فبعد استحسانهما لها، تسلموها ودفعوا له مبلغ 18.200 درهم كانت بحوزة “ع.م” .

وبعد عودتهما من بلدة اساكن شرعوا في إعادة ترويج الكمية الأخيرة موزعين الأدوار بينهما، حيث كان دور “ح.م” إستقطابه لأصدقائه المدمنين وتزويدهم بما يحتاجونه من مادة الكوكايين والتي يتسلمها من “ع.م” بعد التنسيق بينهما هاتفيا والإتفاق على الكمية المطلوبة حيث اتخذ من شارع مالقا بالقرب من منزله مكانا لمزاولة النشاط المذكور، والتي اتفقا على إعادة ترويجها بمقابل 900 درهم للغرام الواحد.

مضيفا أنه بعد نفاذ الكمية (28 غرام) في وقت وجيز لم يتعدى خمسة أيام ونظرا لاستحسانها من طرف كل المدمنين، قررا إعادة التزود بكمية إضافية من أجل ترويجها بنفس الطريقة حيث تم التوجه إلى بلدة إساكن مرة ثانية وتزودا بكمية 35 غرام شرعا في إعادة ترويجها. وبناء على طلب مسبق من أحد الأشخاص الذين سبق له تزويده في المرة السابقة وطلب منه كمية 3 غرامات بغرض استهلاكها حيث توجه إلى المسمى “ع.م” وتسلم منه لفافة من مخدر الكوكايين قام بوزنها بواسطة ميزان إلكتروني على مستوى السيارة المكتراة.

وبعد عودته إلى المنزل اتصل بالمستهلك السالف الذكر والذي أخبره أنه يتعذر عليه القدوم إلى غاية منزله وطلب منه التريث إلى حدود منتصف الليل كي يتسنى له القدوم ويسلم له الكمية المتفق عليها مقابل مبلغ 2700 درهم. وبعد أن اتصل به المستهلك وطلب منه الخروج آنذاك تم إيقافه من طرف عناصر الشرطة القضائية، مؤكدا أنه وبعد إجراء أولي معه حول مصدر المخدرات أن الشرطي “ع.م” هو مزوده.

فقام “ز. طريطقي” بإرغام “ح.م” للإتصال ب “ع.م” وطلب منه كمية إضافية، والذي أخبره في المرة الأولى أن يمهله بعض اللحظات حتى يعاود الإتصال به كونه على مستوى مقر عمله. وبإلحاح من عناصر الشرطة وبعد انصرام 10 دقائق عاود الاتصال به وطلب منه (1) غرام من مخدر الكوكايين من أجل التزود لأحد الأشخاص والذي في عجلة من أمره حينها طلب منه القدوم قرب مقر عمله المديرية العامة لمراقبة التراب المغربي، وبمجرد الوصول إليه تم إيقافه وعمل عناصر الشرطة على تفتيشه وتفتيش سيارته فتم العثور على كمية الكوكايين وميزان إلكتروني.

  • المحضر المنجز للضابط ب DST ع.م:

صرح أنه من خلال طبيعة عمله في الآونة الأخيرة في خلية جمع المعلومات عن مروجي المخدرات بالمدينة وعمليات الهجرة نحو الضفة الأخرى بطريقة غير شرعية والتي تتطللب الإستعانة بالمخبرين في هذا الميدان حتى يتسنى له جمع عدد كافي من المعلومات بخصوص ذلك. مما جعله يخالط مجموعة من الأشخاص الذين اعتاد الجلوس معهم وتبادل أطراف الحديث سواء بالعلب الليلية أو الحانات.

ومن خلال تواجده وسط هؤلاء الأشخاص فقد تعرف على المسمى “ح.م”، ونظرا لعلاقته القديمة به وهو من بين مستهلكي الكوكايين, فقد أطلعه أنه مديون بمبلغ “90.000 درهم” وأنه مهدد بالسجن في حالة عدم الأداء. لذلك تداول معه فكرة ترويج الكوكايين لما يدر من أرباح في وقت وجيز، وأنه على معرفة بأحد الأشخاص ببلدة إساكن، ووافق على عرضه وتوجها سويا إلى المنطقة المذكورة، وبدلالة من “ح.م” وبناء على اتصال هاتفي مسبق دار بينهما بهذا الصدد. بعد وصولهما بالقرب من أحد محطات البنزين التقيا بأحد الأشخاص أطلعهما أنه سيتوسط لهما بما يحتاجانه من المخدرات الصلبة من شخص من معارفه بنفس المنطقة.

حينها طلب منه “ح.م” كمية 28 غرام من الكوكايين تكلف “ع.م” بأداء مقابلها ب 650 درهم للغرام الواحد أي ما مجموعه 18.200 درهم، وعادا إلى مدينة الحسيمة مستغلا بذلك سيارة معدة للكراء ويسر وسهل مأموريته طبيعة عمله ب《جهاز أمني حساس》. مؤكدا أن المسمى “ح.م” هو من توسط له بالتزود بكمية الكوكايين الأولى من الشخص المجهول ببلدة إساكن، الذي بدوره قام بدور الوساطة مع أحد الأشخاص واقتنيا منه 28 غرام من نفس المخدر الكوكايين.

مضيفا أنه شرع في الترويج بالإستعانة بميزان إلكتروني اقتناه لنفس الغرض في وزن وإعادة ترويج المخدرات بمدينة الحسيمة، مؤكدا أيضا أنه لم يتعدى أسبوع على مزاولته لنشاط ترويج الكوكايين ،وأن كمية المخدرات المحجوزة بسيارته فهي تخصه ومعدة لإعادة ترويجها، وأن الميزان الإلكتروني يستعين به في وزن المخدرات.

هنا تنتهي الرواية البوليسية المقدمة والتي بني عليها الحكم الإبتدائي القاضي ب 06 سنوات في حق ” ع.م ” و 04 سنوات في حق ” ح.م ” وتم تأييده إستئنافيا بالحسيمة. أما التفاصيل والمفاجآت ستكون في الجزء الثاني من هذه الحلقة والحلقات التي بعدها… فانتظرونا…

يتبع….

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: