أخبارأخبار الرئيسيةأخبار دولية

بعد اتهامه بإغراق الجزائر بالمخدرات، ملك المغرب ينهج سياسة الهروب إلى الأمام ويبتز “تبون” بفتح الحدود.

ألقى آخر ملوك المغرب أمس، خطابه الرسمي، يدعو من خلاله الرئيس الجزائري “تبون” لفتح الحدود ونسج علاقات الجوار، حيث خصص للموضوع نصف خطابه. هذا الخطاب الذي يحمل في طياته الكثير من السم المدسوس في العسل ؛ إذ جعل من “المخدرات” الموضوع المحوري وراء دعوته. فمحاولات آخر ملوك المغرب تمويه الرأي العام بمناداته لفتح الحدود، يعبر، فقط، عن فشله الذريع وسياسته المفضوحة، ومحاصرته ديبلوماسيا وسياسيا من طرف المنتظم الدولي، وعدم قدرته على حشد التأييد الدولي في ملف الصحراء المحتلة.

وما يزيد من عزلة وتراجع المغرب ووجوده على فوهة بركان، هي التقارير الدولية التي تصدر تباعا تدين حكام المغرب، حيث أكدت بأن المغرب لا يزال أكبر منتج ومصدر للقنب الهندي في العالم، و منها تقرير الإستراتيجية الدولية لمراقبة المخدرات لعام 2020 الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، والتقرير العالمي عن المخدرات لعام 2020 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. حيث استنكر مجموعة من الخبراء بمجلس الأمن عدم تعاون المغرب في مجال مكافحة تهريب المخدرات.

لايخفى على أحد أن المخدرات صارت طوق نجاة لحكام المغرب، لتغطية إخفاقاتهم الإقتصادية والإجتماعية، على اعتبار أن المخدرات تجارة مربحة ومزدهرة، حيث أن نشاط الإتجار بالمخدرات بشتى أنواعها، إلى جانب الكوكايين المستورد من الدول اللاتينية، لم يتأثر بجائحة كورونا التي ضربت التجارة العالمية، بل على العكس كثفت عصابات الإتجار بالمخدرات نشاطها مؤخرا، ويستخدمها حكام المغرب كسلاح للتهديد على أمن واستقرار منطقة الساحل، بسبب التداخل بين عصابات الاتجار بالمخدرات والجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة.

ويتهم “تبون” حكام المغرب، بإغراق الجزائر بكميات كبيرة من السموم، وما يؤكد هذا الإتهام أرقام الهيئة الأممية التي كشفت أن موانئ الجزائر، تونس وليبيا باتت مناطق عبور لهذا النوع من المخدرات المغربية قبل أن يبلغ جنوب شرق أوروبا. لنفس السبب أنشأت السلطات الجزائرية 28 مركزاً متقدماً على طول الحدود الجزائرية المغربية في سياق خطة أمنية لتشديد مراقبة الحدود لمنع تهريب المخدرات. بعد أن تمكن الجيش الجزائري خلال الفترة الممتدة من 2017 إلى 2021، من توقيف أكثر من 3 آلاف تاجر مخدرات حاولوا إغراق الجزائر بكميات مهولة من المخدرات من “طرف المغرب”.

أصبح المغرب مطالبا، قبل أن يطالب بفتح الحدود، بأن يشرح للأمم المتحدة وللمجتمع الدولي كيف يمكن لمهربي المخدرات أن يمروا دون أي رادع عبر الحدود مع الجزائر والصحراء المحتلة، وهي مناطق مطوقة بالكامل بأكبر حراسة وعسكرة في العالم إلى جانب ملايين الألغام الأرضية والرادارات وأنظمة المراقبة المتطورة. أو ليس جنرالات الجيش المغربي، بإشراف من قائد الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية، بالمنطقة الجنوبية وعلى الحدود متورطون في تجارة وتهريب المخدرات بمنطقة الساحل؟

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: