أخبارأخبار الرئيسيةتاريخسياسة

ذكرى رحيل الريفي عمر الخطابي الذي عذبه المغربي الحسن الثاني بمعية الجنزال دليمي

ولد الريفي عمر الخطابي في أواخر صيف سنة 1926 بالمياه الدولية قرب دولة تنزانيا على متن الباخرة “عبدة”، التي كانت تقل الرئيس محمد بن عبد الكريم الخطابي وأفراد عائلته إلى منفاهم بجزيرة لاريونيون التي توجد قرب جزيرة مدغشقر.

والده هو المجاهد عبد السلام الخطابي وزير مالية الدولة الريفية وعم الرئيس محمد بن عبد الكريم الخطابي. له ولد إسمه عبد الكريم ازداد بالقاهرة سنة 1950 ولا زال يعيش بمصر، وله أخ واحد إسمه أحمد (متوفى)، وأختان خديجة (توفيت) وأمينة التي استقرت بمصر.

تابع الدكتور عمر الخطابي دراسته الابتدائية والثانوية بجزيرة لاريونيون، وحصل فيها على شهادة البكالوريا. بعدما نزلت العائلة الخطابية سنة 1947 ببور سعيد بمصر واستقرت في مدينة القاهرة، التحق سنة 1948 بكلية الطب، وبعد تخرجه تابع دراسته في إحدى الكليات الطبية بدولة سويسرا التي تخرج منها في أواخر الخمسينيات طبيبا جراحا متخصصا في طب النساء.

صورة الرئيس محمد بن عبد الكريم الخطابي مع الراحل الدكتور عمر الخطابي نجل عبد السلام الخطابي في جزيرة لا رينيون .

في بداية سنة 1959 وعندما كان الريف يعيش انتفاضة باسلة خاضها سكانه للمطالبة بحقوقهم العادلة والمشروعة، سيقرر الدخول إلى المغرب، ويتابع عن كثب المجازر التي ارتكبت في حق الريف وأبنائه في مطلع الستينات عين طبيبا بمستشفى القرية بمدينة القنيطرة، وبعد عدة سنوات من العمل سيتمكن من فتح مصحة بنفس المدينة، واعتمد في تعامله مع نزلاء المصحة أسلوبا فريدا من نوعه، إذ كان يعالج مجانا المرضى الفقراء، فيما الأغنياء كانوا يؤدون واجباتهم المادية. وكان يتطوع لمعالجة عدد مهم من المعتقلين السياسيين المتواجدين في السجن، كما كان يتابع الأوضاع الصحية لعدد من المعتقلين الذين أطلق سراحهم. كما كان يخصص جزءا من مداخيل المصحة لدعم الثورة الفلسطينية.

انخرط في العمل السياسي بكل من مصر وسويسرا والمغرب، وكان معروفا بمواقفه الشجاعة والجريئة وإرادته الصلبة التي لا تلين، وظل يرفض باستمرار كل المناصب الرسمية التي كانت تسند إليه من قبل الحاكمين. وانتماؤه للمدرسة الخطابية التي تعلم فيها حب الوطن والدفاع عن الشعب والثبات على الموقف جعلته يؤدي ضريبة الاعتقال والاختطاف والتعذيب في أكثر من مناسبة، حيث تم اعتقاله سنة 1972 بعد أحداث الطائرة الملكية، وبعد أزيد من سنة قضى معظمها داخل سجون سرية سيصدر في حقه حكما بالبراءة، ومباشرة بعد خروجه من السجن المدني بالقنيطرة سيتم اختطافه من أمام باب السجن ويزج به في المعتقل السري درب مولاي علي الشريف الذي قضى فيه أزيد من 8 أشهر.

تعرض خلال فترات اعتقاله لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، حيث علق لمدة تزيد عن 22 يوما سقط خلالها على ظهره وتسبب له ذلك بكسر في عموده الفقري ظل يعاني منه ما بقي من عمره. بعد خروجه من السجن ستفرض عليه الإقامة الجبرية بمنزله بالقنيطرة لمدة تزيد عن سنة.

“الدكتور عمر الخطابي ، عذبه الحسن الثاني شخصيا وبمعيه الجنرال الدليمي ولد سيدي قاسم . سأله الحسن الثاني هل تخاف من الموت؟ فأجابه: لا، واعطى الحسن الثاني للدكتور مسدسا وقال له : آفرغه على رأسك. كان يختبر شجاعة الدكتور ، مسك المسدس وصوب الفواهة إلى رأسه وضغط على الزناد لكن المسدس كان فارغا! انزعج الحسن ونزع منه المسدس.”

الصحفي الريفي أحمد يونس

ساهم في أواخر الستينات في تأسيس جمعية عمر بن الخطاب التي كانت تنشط في العديد من المجالات، كما ساهم في تأسيس الجمعية المغربية لمساند كفاح الشعب الفلسطيني التي تحمل فيها مسؤولية نائب الرئيس.

في يونيو 1979 سيساهم رفقة العديد من المعتقلين السياسيين والفعاليات الحقوقية في تأسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
ولكونه من عشاق الرياضة والملحين على ممارستها، سيترأس خلال مدة طويلة فريق النادي القنيطري لكرة القدم.

الرئيس محمد بن عبد الكريم وعمه عبد السلام وشقيقه مَحمذ رفقة محمد الناصر الكتاني، ومن خلفهم عن يمين الصورة الدكتور عمر إلخطابي والأستاذ الكبداني.

أسس في سنة 1996 رفقة العديد من المهتمين مؤسسة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي للدراسات والأبحاث والتوثيق، التي لم يتم الترخيص لها من قبل المسؤولين رغم استيفائها لجميع الشروط المنصوص عليها في القانون المنظم لتأسيس الجمعيات. ولتفعيل دور هذه المؤسسة جعل منزله الكائن بأجدير مقرا لها، ونظمت داخل هذا المقر العديد من الأنشطة الفكرية والإشعاعية.

بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج سواء بالمغرب أو بالخارج، سيفارق الدكتور عمر عبد السلام الخطابي الحياة يوم الأحد 06 غشت 2006 عن سن يناهز الثمانين (80)، وسيدفن يوم الثلاثاء 08 غشت 2006 بمقبرة المجاهدين بأجدير.

عمر لمعلم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: