أخبارأخبار الرئيسيةسياسةمجتمع

الحلقة الثانية – ليلة السقوط في الكمين – الجزء الثاني: بحث إجتماعي في محاضر زكريا طريطقي

في هذا الجزء الثاني من الحلقة الثانية، سنسلط الضوء على أهم النقاط الواردة في المحاضر على شكل معطيات، والتي لم نشر إليها في الجزء الأول، وستتضمن هذه النقاط البحث الإجتماعي الذي قمنا به إستكمالا لتحقيقنا حول كارتلات الكوكايين بالحسيمة الريفية التي يديرها جهاز البوليس السياسي وذراعه القضائي.

هذا الجهاز، الذي ينتمي إليه عنصر الديستي “ع.م” المحكوم ب(06) سنوات من أجل تهمة ترويج الكوكايين، يتوفر على بنك من المعلومات الإستخباراتية، يتضمن جميع المعطيات عن المهربين الدوليين والمروجين المحليين، خاصة بعد أن أصبح الريف سوقا مزدهرة للإتجار في هذه المادة المخدرة القوية وأيضا معبرا رئيسيا لتصديره إلى القارات الأخرى، وارتباطاتهم بشبكات تبييض الأموال والتهجير السري، أبطالها موظفون سامون مغاربة، سواء عبر إشرافهم المباشر أو تسخير أعوانهم المقربين لتدبير تلك العمليات.

المعطى الأول: مخبري كارتل ثاروا ن ميسيريا

شارع ملقا بالمدخل الشرقي للحسيمة أو لحوما إحلوفن كما هو متداول بين أبناء المنطقة، وهو يعج ببلطجية خالد البشريوي النائب الرابع لرئيس بلدية الحسيمة، يعتبر هذا المافيوزي بمثابة رئيس الكارتيل المستحوذ داخل المدينة المسمى كارتل ثاروا ن ميسيريا والمسيطر على تجارة الكوكايين وتبييض الأموال المتحصلة من هذا النشاط الإجرامي. (سيكون موضوع إحدى حلقاتنا المقبلة وأفعاله وشبكته الإجرامية).

إذ أورد المدعو زكريا طريطقي ضابط الشرطة القضائية رئيس فرقة مكافحة المخدرات ، في المحضر عدد 160/ش.ق في الملف المرتبط بالمكيدة التي أوقعت بضابط المخابرات المغربية “ع.م”، أنه تلقى وشاية من “أحد المخبرين” بنفس الحي، مفادها أن المدعو ح. مارينا يتعاطى لترويج الكوكايين بالشارع المذكور أين باغتته فرقة الشرطة السياسية وهو يخرج من منزله قبالة صيدلية نوميديا بنفس الشارع.

وعند استقصائنا وبحثنا المطول، إكتشفنا أن هذا المخبر لم يكن سوى المدعو “موسى الحيوان”، ومن لا يعرفه؟ تجتمع فيه جميع الصفات القذرة وهو المخبر و البركاك الشكام والبلطجي والقواد والبزناز في شخصية واحدة، وإلا كيف نفسر إنسان غير عادي معروف بصفاته وأعماله الوسخة وسفاح ذو سوابق عدلية وشمكار غائب دوما عن الوجود يردد (عاش الملك)؟ ويستعطف عبر فيديوهات العامل شوراق من أجل مأذونية سلمها له هذا الملك المغربي.؟

موسى الحيوان معروف بانتمائه ل كارتل ثاروا ن ميسيريا لسنوات عديدة منذ مغادرته السجن، ويعتبر أحد حمالته وبلطجيته (بلطجية نسف حركة 20فبراير وحراك الريف) المعتمد عليهم في ترويج الكوكايين الذي يغدقه به المافيوزي خالد البشريوي، ويتخذ من فندق المغرب الجديد مقرا له لترويج الكوكايين وأقراص الإكستازي متخفيا في غطاء الفيدور والقواد بالملهى الليلي داخل الفندق وفي النهار بلطجي شاطئ مطاديرو المحتل من العصابة، في حين الأعوان الآخرون يسيطرون على باقي البارات بالحسيمة والصفيحة وثارا يوسف مكونين شبكة إجرامية ولوبي يجعل من العصابة هي المسيطرة على تجارة هذا النوع من المخدرات، في إطار تنافس الشوارع وقانون الغاب “البقاء للأقوى” على شاكلة حرب الكارتيلات بالمكسيك وكولومبيا.

المعطى الثاني: ما العلاقة التي تربط المخبر “موسى الحيوان” بالضابط “زكريا طريطقي”؟

في الحسيمة الريفية، المخبر “موسى الحيوان” معروف لدى العامة بارتباطاته ليس فقط مع المدعو زكريا طريطقي بل تتجاوزه إلى موظفين سامين من قضاة ووكلاء الملك وكتاب عامون وبالخصوص العامل فريد شوراق الذي سهل له مأمورية تسليمه رسالة طلب مأذونية إلى الملك المغربي، أما فضائح عمداء الشرطة القضائية فحدث ولاحرج، تجمع بينهم نقطة ضعفهم الفضائح الجنسية التي يتشارك فيها أغلبهم بمختلف رتبهم وتلقي رشاوي والإغتناء الفاحش وتبييض الأموال.

هذه الإرتباطات تنبني أساسا على إشباع غرائز هؤلاء المكبوتين، فموسى الحيوان ليس مكلفا فقط بترويج الكوكايين إذ يعمل أيضا على تسيير شبكة دعارة القاصرات وتوفير المومسات لهم، المحليات منهن (طرونكو) أو الوافدات من المغرب في إطار السياحة الجنسية الداخلية منظمها الرئيس الجهوي للسياحة المافيوزي خالد البشريوي.

يتوفر فريق التحقيق المكلف بهذه القضية تسجيلات فيديوهات وأوديوهات (سننشرها إن اقتضت الضرورة لذلك)، سجلتها بعض المومسات لقضاة ونواب الملك وهم يمارسون الدعارة أو يستهلكون مخدر الكوكايين أو الشذوذ الجنسي ومنها فيديو مصور للضابط زكريا طريطقي صورته إحدى الفتيات (تسكن بالقشلة المجاورة للثكنة العسكرية) بمكتبه يبتزها من أجل تعديل المحضر لأخيها وإنقاذه من السجن مقابل ممارسة الجنس معها.

وحسب ما أفادت به مصادرنا أن هذه الفيديوهات والتسجيلات الصوتية يتم تسليمها مباشرة لرئيس العصابة خالد البشريوي بمقابل مادي 3000درهم حتى يستعملها كورقة ضغط على البوليس السياسي وابتزازهم ليستمر وإياهم في نشاطاتهم الإجرامية. وهذا ما عجل بهروب بعض القضاة ونواب الوكيل العام للملك مؤخرا تاركين فراغا كبيرا في محكمة الإستئناف بالحسيمة بعد كمية التسريبات الأخيرة والفضائح المدوية.

وبالرجوع إلى محاضر عديدة أنجزها الضابط زكريا طريطقي والمرتبطة دائما بتجارة الكوكايين بعد ما قامت الشرطة السياسية ما تسميه ب”الحملة التطهيرية وتجفيف منابع المخدرات”، التي قادها رفقة مساعده مفتش الشرطة عدنان بوعزة وباقي عناصر الفرقة العصابة، نجد أن جميع هذه المحاضر اعتمدت قي جميعها على “وشايات المخبرين” ولا علاقة لها ب “حالات التلبس” المعتمدة من طرف الذراع القضائي للشرطة السياسية لإدانة المتورطين بها.

وخير دليل على ذلك هو أن “ح.مارينا” المتورط في قضية ترويج الكوكايين مع عنصر المخابرات “ع.م”، وباستقرائنا لجميع ما جاء في المحاضر لم تذكر وزن الكمية التي ضبطت بحوزته ولا الكمية التي كان بصدد ترويجها ولا الشخص الذي كان سيشتري البضاعة وكيف عرف المخبر “موسى الحيوان” أن “ح.م” يتاجر بالكوكايين؟ أم أن الأمر يتعلق بمدمن كوكايين مبحوث عنه من أجل تنفيذ إكراه بدني في قضية إصدار شيك بدون رصيد فتم استعماله لتصفية ضابط المخابرات “ع.م” ؟!

وفي ملف آخر، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، مرتبط دائما بترويج الكوكايين لايزال المعتقل المدعو “صلاح.و” مضربا عن الطعام بعد الحكم الإبتدائي القاضي في حقه ب(09) سنوات حبسا نافذا، موضوع إضرابه اتهامه ل رئيس المنطقة الأمنية بإمزورن “سمير الباسل” بالانتقام منه والزج به في السجن ليترك المساحة لأحد المروجين الذين ينافسونه وعبره بسط السيطرة والتحكم في هذه التجارة حسب المهام الموزعة بين ضباط الشرطة السياسية على مستوى الأمن الجهوي والإقليمي ومفوضيات الشرطة التابعة لها.

المعطى الثالث: كارتل جغو ~ المرشح أشرف حميدوش إبن شعيب المعروف ب “جغو”

حسب مصادرنا دائما توصلنا إلى أحد أهم العناصر في القضية التي يمكن أن تفك شفرة أحجية إسقاط ضابط الشرطة السياسية زكريا طريطقي لعنصر المخابرات DGST المغربية “ع.م” في المكيدة المحبوكة داخل دواليب كارتيلات الكوكايين والحكم عليه بتهمة ترويج 30غرام من من هذا المخدر القوي والخطير بالحسيمة.

فقد وجدنا أن وكيل لائحة السنبلة المرشح للإنتخابات المقبلة أشرف جغو وصاحب مركز الفحص التقني للسيارات بمدخل الحسيمة قبالة “شاطئ إسلي”، يعتبر أقرب صديق لعنصر المخابرات “ع.م” وقد شوهد لمرات عديدة برفقته يجولون الشوارع الرئيسية مشيا على طول شارع صباديا أو متنقلين بسياراته، كما لا يخفون جلساتهم معا في المقاهي أو البارات لاحتساء الخمور وتعاطيهم الكوكايين أو تواجدهم بإحدى الشقق المفروشة المعدة أغلبها لترويج الكوكايين والفساد والدعارة بالتجزئات المعلومة للجهات المعلومة.

وهذا ما تضمنته المحاضر والإعترافات المنسوبة ل “ع.م” لكن دون الإشارة لأسماء هؤلاء الأصدقاء، ولكم أن تفهموا وتعرفوا نوع العلاقة والإرتباط الذي قد يجمع بين أحد أبناء أعيان المدينة وعنصر مخابرات مغربية!

جيل جديد من بارونات المخدرات صنعته مخابرات حكام المغرب ظهر مؤخرا بالحسيمة الريفية، وأنتجته السياسة العلوية مستغلة بذلك حراك الريف لصالحها بعد القبضة العسكرية والبوليسية على المنطقة ومباشرة بعد فرض حالة الطوارئ وإجراءات الحجر الصحي، لتتحكم في جميع خيوط الفساد. فقد أصبح واضحا للعيان كيف تحوّلت طموحات هؤلاء البارونات نحو السياسة والسلطة بعدما جمعوا ثروات ضخمة.

فهل عاد البارونات السابقون لتحريك خيوط شبكات التهريب الدولي للمخدرات بالريف؟ أم أن الأمر وراءه جيل جديد توسعت علاقاته مع شبكة واسعة من الكارتلات، ترقوا من تهريب الحشيش المقنن إلى ترويج والتهريب الدولي للكوكايين؟

سنخصص لهذا الموضوع حلقة كاملة من الحلقات المقبلة.

يتابعون…

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: