أخبارأخبار الرئيسيةمقالات الرأي

بمناسبة اليوم الوطني لآريف – محمد بنمسعود

عاش آريف حرا وتحيا الجمهورية
بمناسبة اليوم الوطني لآريف

هذه الذكرى هي الذكرى المئة لعيد استقلال آريف

اليوم يبلغُ عمر آريف المعاصر قرنًا كاملًا، مئة عام من المنعطفات التاريخية، حملت انجازات، وانتكاسات من حروب ومآسي واستبداد في ظل عصر الإحتلال المغربي الأجنبي عبر جنودهم بدعم فرنسي وإسباني، فمحتل الأمس هو محتل اليوم.

عام جديد يضاف إلى التاريخ المجيد للوطن، وصفحة محزنة تضاف إلى سجل حافل بالإنجاز، وذكرى جديدة لتوحيد هذا الكيان المقدس على يد المغفور له – بإذن الله – الأمير مولاي محند (عبد الكريم) طيب الله ثراه، تعيد إلى الأذهان عظمة الإنجاز، الذي تم بفضل الله وقوته على يد المؤسس البطل ورجاله المخلصين لآريف، ويجسد نعمة لم شمل الأمة الريفية تحت راية الجمهورية في الأرض التي انبثقت منها الحرية وحملت رسالة التحرر إلى البشرية.

يشكل يومنا الوطني مناسبة مهمة نتذكر فيها نعم الله علينا، عندما انتصرنا على الجبابرة، والمحزن أننا نرى وطننا الكريم تحت وطأة الإحتلال المغربي وكل يوم إلى مزيد من الخطوع للمحتل المغربي.

إن اليوم الوطني يذكرنا أن التضحيات العظيمة والعطاء اللامحدود هي طرق تحقيق الأهداف، فبعد التوحيد، بدأت على أرض هذه البلاد قصة مسيرة تنموية شاملة، في بلاد كانت غنية برجالها لتصبح ميداناً لنهضة تنموية شملت جميع القطاعات والمجالات التعليمية والصناعية والزراعية والخدمية، وجعلت المواطن الريفي هدف هذه التنمية، ورسمت معالم حضارية جمعت بين أصالة التراث وديناميكية الحاضر ومتغيراته، كما تهيأت للمستقبل ببصيرة نافذة تستشرف الآفاق وتستنير الطريق.

في عهد الامير محمد بن عبدالكريم الخطابي، كان عمق الوعي السياسي الذي تميزت به آل الخطابي وسط بيئة لم يكن كل أفرادها يدركون خيوط المؤامرة التي كانت تنسجها الدول الاستعمارية لآريف بحكم الموقع الإستراتيجي للبلاد المطل على القارات الثلاث.

الخطابي رجل تمكن من رفع هامة آريف عاليا، ليصبح مثالا يقتدى به، قائد “جمهورية” منبع و مثال للشجاعة و الصبر و المقاومة …

إن حضور الخطابي كرمز في وجدان الجيل الجديد مسألة عادية في جغرافيا مشوشة بأحداث شائكة ووقائع شديدة الحساسية لا زالت تخيم بضلالها على الشعور الجمعي لشعب آريف و تؤرق راحة الذاكرة الوطنية لما استندت إليه من قيم إنسانية وحضارية غرست روح الانتماء للوطن في نفوس المواطنين جميعاً.

بهذه المناسبة نذكر أن أول جمهورية في التاريخ المعاصر تقاوم الإمبريالية العالمية لمدة خمسة سنوات متتالية، فمعركة أنوال التي كلفت المحتل الإسباني أزيد 15 ألف قتيل و700 عسكري أسير (اسباني و ريكولاس=مغربي)، كانت كافية لدخول دول عدة في مواجهة دولة حديثة بل اول دولة مستقلة في مطلع القرن العشرين بينما العالم كان تحت وطأة الإمبريالية العالمية كانت جمهورية آريف تنعم بالحرية والكرامة.

بعد إنهزام إسبانيا أمام آريف إستشعر الخوف في نفوس الأوروبيين وما كان على الإمبريالية العالمية إلا مساندة الأسبان، بل الشيئ الوحيد الذي جعل دخول هذا الاخير في المواجهة هو موقع الاستراتيجي لآريف المطل على البحرين المتوسط و الاطلسي و بوابة إفريقيا إلى أوروبا. وبحكم هذا التدخل العسكري واستعمال الأسلحة الكيماوية تم حل الجمهورية الريفية بعد خمس سنوات من الصمود في وجه الإمبريالية.

ومآسي اليوم، أن الريفيين الجدد منهم من يحاول أن يركب على الجمهورية وأميرها لتقديم أنفسهم عرابون لفكره الذي ميعوه و جردوه من عمقه القومى ومنهجيته الكفاحية وحولوه الى ترهات، من أجل الانتهازية والعمالة للإحتلال المغربي.

وهناك من الريفيين من طبق المناهج الاكاديمية الغربية لدراسة ثورة الخطابي وعزلها عن محيطها وبيئتها متجاهلين خصوصية الانسان الريفي، فالأول كالثانى …

ليعلم أشقائنا من العملاء والأنتهازيين ان طريقنا طويل وشاق وقد رسمنا الأمل الذي سنواصل العمل على تحقيقه مهما كلفنا ذالك هذا الطريق اختاره الأجداد وسوف يحققه الأحفاد البررة.

“فليحيا آريف”

محمد بنمسعود

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: