أخبارأخبار الرئيسيةسياسةمقالات الرأيهجرة

الدولة المغربية وتهجِّير الريفيين

..منذ ظهور الإنسان على الأرض إلا وفكرة الهجرة والبحث عن وطن بديل أفضل يراوده ، وذلك للبحث عن مكان أكثر ملائمة له لتحسين وضعيته المعيشية المادية والمعنوية، ,وهو معتبرا إياها (الهجرة) معركة من أجل الحياة الكاملة التي تسودها الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية ولا سيم الإنسانية ، لتوفير العيش الكريم في أمن وأمان واستقرار، رغم الإكراهات والعراقيل التي تقف في مسيرتهم إلا والوضع يزيد تقدما في رغبة الشباب في هجرة وطنهم الى وطن يتوفر فيه ما لا يتوفر في وطنهم وهي الحاجات الأساسية التي يجب أن تتوفر في أي دولة حتى يعيش ذلك الإنسان في بلده بكرامة،

ما يحدث لريفنا الحبيب نتيجة الضغوطات والحصار الممنهج من طرف النظام القائم بمؤسساته الديكتاتورية اللاوطنية، حقا نحب وطننا حب التضحية له بدمائنا، لكن لا نرضي أن نعيش في حصار وقمع كعبيد لم يرضي سيده الذي حلب أمه ومارس عليه عقوبة ذلك المتمثلة في إجهاض المنطقة وعسكرتها وتلويثها بنخب فاسدة مجرمة ، مع انعدام فرص الشغل وانتشار البطالة بشكل واسع لشباب المنطقة، وذلك ما يحتم بالضرورة علينا كشباب المنطقة أن نختار طريق الهجرة الذي في نظرنا واعتقادنا أنه لا مسار تحقيق مبتغانا من غيره، رافضين لشعار نحن هنا رغم كل الظروف، نعلم مشقة المسيرة وخطورتها المنحصرة بين الموت والحياة، لكن لا بديل لنا غير ذلك.

فلك أن تتخيل لو لا الجالية الريفية المقيمة بالخارج بيد مساندتها لعائلاتها في آريف فكيف سيكون الوضع لسكان هذه المنطقة ، لا فرص شغل ولا جامعة ولا مستشفى ولا عدالة ، ولا كرامة، ولا حرية ولا ثم لا ثم لا …، فلك من الخيال أن تتخيل.

طبعا المسؤولية تقع على عاتق الدولة التي لم توفر لنا ما يجب أن يتوفر لنا من حاجيات ومطالب أساسية لنعيش بكرامة، الترهيب والتهجير،نتيجة الضغوطات الممنهجة من طرف النظام القائم بمؤسساته الدكانية، أنتجت لنا ظاهرة الهجرة أو بالأحرى الوعي بالهجرة، ولك أن تتخيل أيضا أطفال في عمر الزهور أحلامهم بلوغ أوروبا، وإن سألته ماذا تريد أن تصبح في المستقبل فجوابه أن أهجر الوطن (الخارج) ، الأمر لم يصبح فكرة بل تحول الى وعي مفاذه الإنتصار والنجاح في المعركة من أجل الحياة ،أصبحت الضغوطات أكبر من قدرة المواطن على تحمل الصمود والتمسك بالبقاء في الوطن الذي ولد فيه وترعرع في غباره ، أبناء آريف هم اليوم على دراية ووعي بالوضعية التي يعيشون فيها ،يميزون بين الأخضر واليابس وبين الصالح والطالح ، ولذلك فالوعي بوطن بديل الوطن الذي ولدنا فيه نتيجة الوعي بالمقارنة بين الدول المزدهرة التنويرية التي تقدر الإنسان وتمنحه حقوقه الكاملة المكمونة في الصحة والتعليم والعدالة والكرامة والمساواة وغيرها … والتي نفتقدها في وطننا.

ظاهرة الهجرة في الريف ليست وليدة اليوم أو الأمس وإنما الدولة المغربية ساهمت في تشجيعها منذ عهد الاستقلال الشكلي ، ولعلك بالذكر منح المغرب للريف استثنائيا في منتصف الستينات تسهيل مسطرة الحصول على جواز السفر بدل المناطق المغربية الأخرى ، وهنا عدة تساؤلات تطرح في هذا الصدد،؟؟؟؟

لكن الهدف واضح وضوح الشمس المكمون في تسهيل عملية تهجير الريفيين الى الخارج والتخلص منهم بدعوى أنهم فوضويين ومتمردون وغيرها ، حتى أعلنت دول أوروبا أنها لم تعد بحاجة الى المهاجرين، وإلتجأ المغرب أيضا لنهج عمليات جديدة ذات نفس الهدف (تهجير الريفيين) فرض تأشيرة الفيزا (visa) مع تسهيل مسطرة الحصول عليها طبعا ،ثم في الأخير مع بداية التسعينات إلتجأ الى نمط جديد يكمن في تشجيع الهجرة السرية عبر قوارب الموت ووسائل أخرى أكثر خطورة ،كما ساهم النظام المغربي بتهميش المنطقة وعرقلة عجلتها الإقتصادية منها إغلاق مجموعة من المعامل ومن أهمها معمل السمك الذي كان يستقطب يد عاملة مهمة من أبناء المنطقة وغيرها من العوامل السلبية الضاغطة التي أدت ولا زالت تؤدي وتساهم في تهجير الريفيين ولا زلنا الى يومنا هذا الدولة المغربية على نفس المنوال تهجر شباب المنطقة والتخلص منهما بدعوى أنهم” متمردين وفوضويين ” فعلى عاتقها كامل المسؤولية والتاريخ يسجل هذا ….

بقلم الطالب عبد الحي اليوسفي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: