أخبارأخبار الرئيسيةتاريخ

قصة باحدو الريفي مع أهل تيغمرت (غمارة)

كثيرون هم من يتداولون إسم “با حدو” في منطقة غمارة (تيغمرت) عموما و منطقة “بني رزين” على وجه الخصوص، و لكن قليلون هم من يعرفون أصل حكايته مع هذه القبيلة.

وإذا ما زرت يوما قبيلة بني رزين الغمارية الصغيرة الواقعة بين الجبهة الساحلية و باب برد فان اسم باحدو القاضي العادل يصبح نوعا من الإهانة خاصة اذا قلت “الله يرحم با حــــدو”، فلماذا يكره سكان بني رزين اسم “با حدو”؟.

حسب الباحث السوسيولوجي محمد أشراط المهتم بالتراث الشعبي للمنطقة فإن قصة “الرزينيين” و “با حدو” بدأت حين جاء للقاضي أحمد باحدو بعض السكان للتحايل عليه طالبين منه قرضهم مقدارا من الشعير للزراعة عندما يحين موسم الحرث وأن يردوا الدين بعد الحصاد والدرس وإستحسن القاضي الفكرة ورأى فيها مساعدة لهؤلاء الفقراء حتى يحسنوا أحوالهم ,فأقرضهم بعض الأمداد من الشعير ثم إنصرفوا فرحين.

و بعدما إنتهى مصير الشعير المقترض في بطونهم خبزا ـ يورد أشراط ـ وبعضهم باعوه في سوق القبيلة ولكي تكتمل حيلة المقترضين قاموا في وقت الحرث و ربطوا دوابهم ومحارثهم و شرعوا في الحرث ولكن الخدعة تكمن أنهم يحرثون بدون زراعة الشعير ثم عادو إلى ديارهم بعد أن أوهموا الجميع بالزرع.

و مر موسم الحرث وحان الربيع وبدأت الأرض تزدان بمختلف الأعشاب والنباتات ولكن دون أن يظهر آثر للشعير في الأرض المحروثة سوى نباتات برية وأشواك عندما اكتشف القائد “باحدو” فعلتهم ومكرهم إستدعاهم لكي يأخذ أقوالهم ورأيهم القضية و يسألهم عن مصير الشعير الذي لم ينبت، ادعى المقترضون أنهم زرعوا ولكن النمل و دود الأرض أكلوا بذور الشعير في الأرض لكن القاضي إستطاع بدهائه أن يكتشف أن الشعير إنتهى في بطونهم لجأ القاضي لتهدئة روعتهم بهذا المصاب والقدر الذي لقيه زرعهم وطالبهم بالصبر و انصرف المقترضون “الماكرون” ـ بحسب تعبير أشراط دائما ـ فرحين من عند باحدو “المغفل”.

و يتابع الباحث السوسيولوجي الحكاية حيث كانت الأرض قد تزينت بالأشواك و النباتات البرية و في موسم الحصاد استدعى “باحدو” المقترضين من جديد وطلب منهم حصاد الشوك فتعجبوا من هذا القاضي “الأحمق” وألزمهم على حصد الشوك ثم جمعه أكواما في البيدر و أحضر “باحدو” مساعديه من المخازنية وطلب منهم أن ينزعوا أحذية الماكرين ثم ربطهم مثل الدواب وطلب منهم أن يدرسوا الشوك الذي حصدوه وهم حفاة فسالت أقدامهم دما وأدوا ثمن فعلتهم في محكمة القائد أحمد بن حدو الريفي المعروف عند أهل قبائل غمارة بـ”با حدو” وكان قائدا على بني رزين في عهد المولي إسماعيل العلوي سنة 1682 وبعدها أصبحت لازمة “الله يرحم باحدو” إهانة للرزينيين وحكاية يتناقلها التراث الشعبي جيلا بعد جيل.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: