أخبارأخبار الرئيسيةتاريخ

في الذكرى العشرة لإغتيال شهيد الشعب الريفي كمال الحساني

تحل علينا اليوم 27 أكتوبر 2021، الذكرى العاشرة لإغتيال الشهيد الريفي كمال الحساني على يد مرتزقة النظام المغربي.

“تستطيعون قطف كل الزهور لكن لاتستطيعون وقف زحف الربيع “

تطل علينا اليوم السابع وعشرين من شهر أكتوبر 2021، الذكرى السنوية العاشرة لإستشهاد ابن بلدة آيث بوعياش، كمال الحساني، شهيد الشعب الريفي وأحد أبرز نشطاء حركة الشعب بالريف الأوسط، الذي استشهد في مثل هذا اليوم من العام 2011 في عملية جبانة نفذها أحد بلاطجة المخزن عندما استهدف الشهيد الحساني عن ترصد، بطعنات قاتلة وغادرة بواسطة سكين كبير، ليستشهد على إثرها الرفيق والصديق كمال بدماءه الزكية التي سقت تراب الوطن.

وإن هذه العملية الإجرامية البشعة التي ارتكبها مجرم شبّيحي، مسخّر من قبل سلطات الاحتلال المغربية في يومه الخميس الأسود 27 أكتوبر، الموشوم هذا التاريخ من كل عام في ذاكرة الريفيين، لتؤكد أن نظام الاحتلال القائم بالحديد والنار في بلاد الريف، نظام دموي، إرهابي، همجي ووحشي لا مجال لإصلاحه إلا بدحره وإسقاطه عن كل تراب الريف؛ من خط الحدود مع المغرب حتى البحر المتوسط ومن خط الحدود مع الجزائر حتى المحيط، ليتكفل به الشعب الشقيق في المغرب العميق.

واليوم، ونحن نستحضر ذكرى استشهاد المناضل كمال الحساني ونستذكر دماؤه الطاهرة التي ستبقى شاهدا في التاريخ على بشاعة هذا الحكم المغربي الاستعماري، وخالدة في قلوب كل الريفيين الشرفاء من أبناء هذا الشعب الصامد، فإننا ننحني لروحه الطاهرة الزكية إجلالا وإكراما كذلك لكل شهدائنا الريفيين الأبرار الذين سقطوا من أجل الحرية والاستقلال للريف كوطن أرادوا له أن يتّسع لجميع الريفيين. معاهدين، أن نبقى الأوفياء لدماء شهدائنا الأطهار، وأن نمضي قدما على طريقهم حتى دحر هذا الاحتلال عن آخر شبر من أرضنا الريف المُحتل.

الشهيد كمال الحساني في سطور..

ولد الشهيد كمال الحساني في منطقة آيث بوعياش المناضلة التي لازالت تشكل النواة الصلبة والقلب النابض للريف الأوسط بتاريخ يوم 02 دجنبر 1983 من عائلة متوسطة، عاش طفولته بين أحضانها ناحية بوغرمان.

وتابع دراسته الإبتدائية ثم الثانوية بمسقط رأسه إلى أن حصل على شهادة الباكلوريا سنة 2006. فكان في صفوف نضالات الحركة التلاميذية بثانوية الخورزمي إلى أن إلتحق بجامعة محمد الأول بوجدة في الموسم الدراسي 2006/2007، ليسجل في كلية العلوم القانونية والإقتصادية والاجتماعية؛ في شعبة القانون الخاص – التخصص الجنائي. فواصل مسيرته النضالية حيث كان عضواً نشيطاً في صفوف منظمة اوطم – فصيل الكراس.

وبعد حصوله على الإجازة التحق بجمعية المعطلين لحاملي الشواهد الذي كان عضواً فعالاً وأحد أبرز نشطائها ووجوهها بإقليم الحسيمة التي تحمّل فيها المسؤولية، حيث كان كاتبا عاما لفرع آيث بوعياش كما تحمّل المسؤولية في قيادة حركة 20 فبراير بجانب رفاقه في آيث بوعياش. وكانت آخر مشاركة له في حركة المعطلين من خلال معركة التأسيس لجمعية المعطلين التي شهدتها مدينة الدار البيضاء المغربية في يومه السادس والعشرين من شهر أكتوبر من العام 2011، أي قبل يوم واحد من استشهاده.

وحينما غادر الشهيد الحساني مدينة الدار البيضاء وتوجه نحو آيث بوعياش مسقط رأسه التي وصلها يوم 27 أكتوبر، اتجه صوب مقر اجتماعات نشطاء حركة آيث بوعياش عند كشك أحد المعطلين، بالرغم من كل عناء سفره أبى إلاّ أن يحضر هذا الاجتماع للشروع في تدبير الشكل النضالي الذي كان سينفذ يوم الأحد الموالي من خلال التهيء أولا لعقد اجتماع موسّع مع نشطاء الحركة البوعياشية لكي يساهم الشهيد مع باقي رفاق دربه في تحديد طبيعة الأشكال النضالية الأخرى بمنطقة آيث بوعياش، قبل أن يفاجئهم عنصر بلطجي شبّيحي مدفوع من قبل المخزن المغربي الذي كان يحاول من خلاله إجهاض دينامية الحراك الشعبي القوي الذي كان يشهده جزء كبير من بلاد الريف وعلى الأخص منطقة آيث بوعياش التي كانت قد وصلت إلى مستويات عالية جداً من العصيان المدني والاستعداد للثورة الشعبية، وذلك بعد دقائق معدودة على جلوس الشهيد على الكرسي، بمباغتة غادرة ومدروسة؛ بواسطة خنجر كبير على مستوى العنق دون أي سابق إنذار.

ولمّا قام الشهيد الحساني من الكرسي للدفاع عن النفس وهو ينزف دماً غزيراً التي أسالها سلاح الحقد المخزني على مستوى الذبح الذي تعرض له من منطقة الرقبة، وجّه له المجرم البلطجي طعنة أخرى على مستوى الجانب الأيمن من الظهر، ليسقط على إثرها الشهيد كمال الحساني على الأرض غارقاً في دمائه الطاهرة الزكية بين حي وميت يصارع الموت أمام كشك المعطلين بالساحة التي ستحمل اسمه، وهو بصدد التهيء لاجتماع حركة الشعب بآيث بوعياش من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، ليباشر من جديد البلطجي المسخر، بتوجيه ضربات بالسكين اتجاه المناضلين الآخرين.

وأمام تهاطل الكراسي على ظهره من طرف رفاق الشهيد فرّ هارباً إلى مقر سلطات الاحتلال بالباشوية المتسلطة على ساكنة آيث بوعياش. وليلفظ بعده كمال الحساني أنفاسه الأخيرة شهيداً في الطريق إلى المستشفى بمدينة الحسيمة بعد تسجيل تأخر كبير لسيارة الإسعاف التابعة لسلطات الاحتلال التي لم تصل إلى عين المكان إلاّ بعد مرور وقت طويل على نزيف دم الشهيد بكمية كبيرة التي روت بدماءه الغزيرة أرض الريف لتثبيت ساحة الشهيد كمال الحسّاني. فالمجد والخلود لشهيدنا الغالي كمال الحساني.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: