أخبارأخبار الرئيسيةمقالات الرأي

جريمة الإحتلال المغربي بآريف: عملية “طحن دين مو”

لكي لا ننسى أبشع وأفظع جريمة قتل “محسن فكري” في العصر الحديث (واقعة طحن دين مو وليس طحن مو كما يشاع)، في مثل هذا اليوم من سنة 2016 أهتز الرأي العام الريفي والدولي معه للمأساة البشعة التي ذهب ضحيتها المواطن الريفي محسن فكري، وذلك يوم الجمعة في مدينة الحسيمة الريفية المحتلة.

بعد أن قامت السلطات الإحتلال بمصادرة بضاعته التي اقتناها من مرسى الحسيمة المحتلة، بعد إخراجها منه أمام أنظار السلطة، قبل أن يفاجئ بتوقيفه من طرف دورية للشرطة المغربية قامت بمصادرتها بعدما عارضا الفساد الإداري “الرشوة” ورميها على الفور بشاحنة لجمع النفايات دون سلوك المسطرة القانونية، علما ان البضاعة كانت صالحة للاستهلاك وغير مرخصة لصيد وبإمكان الجمعيات الخيرية الإستفادة منها غير ان الحقد والتمييز العنصري حال دون ذلك.

وهو ما دفع المرحوم الى محاولته استعادة بضاعته (منع اتلافها) عن طريق الارتماء داخل شاحنة النفايات وبعد دقائق، عناصر الشرطة الإحتلال اصدروا أوامر بتشغيلها بقوله “طحن دين مو”.

نفس المعاملة التي نهجها الجيش المغربي بعد اجتاح آريف عسكريا لبسط السيطرة على الاراضي الريفية عام 58، حيث تم تطبيق ما جاء في الكتاب العهد القديم (التثنية 20 : 16 ” وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة “) (حزقيال 9: 6 وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.)

فقد عذبوه نفسيا و طحنوه جسديا فمن خلال هذه ممارسات الفرعونية ونظرا لخطورة الواقعة التي تكشف عن مدى الاستهتار الواضح لسلطات الاحتلال المغربية بأرواح وممتلكات المواطنين الريفيين، ومدى تغلغل سياسة القمع والبطش الممارس على الريفيين من طرف الإحتلال المغربي وأعوانه
وهو ما يضرب في عمق “حلم الدولة الواحدة وكلنا مغاربة” التي اريد لها أن تكون بديلا لكل الشعارات التي طالما تغنى بها الحالمون بالانتماء … من قبيل الإخوة والتعايش السلمي وإلا ما غير ذلك من (الهرطقة) الشعارات الرنانة.

ما هو إلا تكتيك للاحتلال لتعريب ما تبقى من الشعب الريفي بهذه الوحشية والقسوة وهتك لكل التقاليد الإجتماعية وتدنيس تاريخه والتعامل مع أبناء آريف كغرباء في وطنهم هذا التعامل هو ما يؤكد به الإحتلال المغربي غرابته على عامة أبناء الشعب الريفي

الحصار والوحشية، الظلم والقسوة التي يحفل بها التاريخ الملوث لصهيونية المغربية هي من أبشع المجازر تاريخا بعد بقر بطون الحوامل وقتل الاطفال في حضن امهاتهن ابان الاجتياح لآريف
هذا هو وجه الاحتلال المغربي البغيض الذى يهرول البعض من أبناء الوطن للخيانة والمصالحة (التطبيع) معه، لا ثقة بعد الان في الرؤية المغربية بآريف مهما كانت، والرسالة واضحة مند الأزل والأهداف واضحة “تدمير التماسك الاجتماعي …”

اليوم يعود النظام الاحتلال المغربي في آريف من أكثر الأنظمة قمعًا ووحشيةً على مستوى العالم، زيادةً على أنّ النظام الإحتلال المغربي من أشد الداعمين للفساد والتي راحا ضحيتها الشهيد محسن فكري.

وأكثر الكارهين لقيم الحرية والعدالة التي قامت من أجلها انتفاضة الريفية إبان مقتل الشهيد محسن فكري والتي بموجبها تم اختطاف أزيد من 2000 أسيرا ولحد الساعة يقبع في السجون الإحتلال المغربي ما يقارب عشرة من قيادة الحراك المحكومين بين 10 و20 سنة سجنا
.
وفي الأخير إن أبرز التحديات المحددة التي تواجه آريف كيفية مواجهة الاحتلال المغربي وانتهاكاته المستمرة على الأرض وهذا كله يقتضي تفعيل المقاومة الشعبية للاحتلال المغربي الذي يجب أن لا يبقى احتلالا “مرتاحا” او “مزدهرا”
محمد بنمسعود

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: