أخبارأخبار الرئيسيةسياسة

ماذا استفاد الريف والريفيون من استغلال أراضيهم لنقل الغاز الجزائري نحو اسبانيا؟

في منتصف ليل 31 أكتوبر 2021، انتهى عقد العمل المبرم بين الجزائر والمغرب، لنقل الغاز الجزائري، عبر الأراضي الريفية، إلى إسبانيا.

بدايات أنبوب الغاز الذي اخترق الأراضي الريفية:

أنبوب غاز “المغرب العربي-أوروبا” أو خط “بيردو دوران فاريل”، انطلق على مراحل، حيث اتفقت إسبانيا والجزائر في 1992 على إنشاء خط الأنابيب، بعدما وقعت كل من “سوناطراك” (الجزائر) و”إنا غاز” (إسبانيا) اتفاق إمداد طويل الأجل.

بعد ذلك انضم المغرب إلى الاتفاقية، حيث انطلق الجزء “المغربي” من الأنبوب، بالإنشاء والتشغيل واستخدام خط الأنابيب. وفي السنة نفسها، تأسس مشروع شركة خط أنابيب “المغرب العربي – أوروبا المحدودة” في عام 1994، الذي انضمت إليه “ترانس غاز” البرتغالية.

ومنذ سنة 1997، شرعت الرباط في تحصيل رسوم نقدية وضرائب تقدر بنحو %12 (كانت تتجاوز مليار درهم سنويا) من قيمة الغاز المنقول عبر الريف عبر خط أنبوب غاز المغرب العربي-أوروبا.

وفي سنة 2003 وبجانب أنبوب الغاز حصلت شركة “إسبانية” على عقد لإدارة وتسيير محطة “تهضارت” لتوليد الطاقة من الغاز الجزائري، دشنه رسمياً العاهل المغربي محمد السادس، والملك الإسباني السابق خوان كارلوس في 2005، حصلت بموجب هذا العقد الشركة الإسبانية على حق الاستفادة لمدة 20 سنة.

ودفعت أجواء 2011 المغرب والجزائر إلى التقارب، وهذا ما انعكس على قطاع الطاقة، حيث وقع البلدان اتفاقية تقضي بتزويد الأولى للثانية بـ640 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً لمدة عشر سنوات.

الاتفاقية التي احتضنتها العاصمة الجزائرية، جرى التوقيع عليها بين شركة “سوناطراك” (تابعة للدولة)، والمكتب الوطني للكهرباء (مملوك للدولة)، والتي انتهت يوم 31 أكتوبر الماضي.

أسباب وقف استغلال الأراضي الريفية كمعبر للغاز الجزائري:

قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الأحد عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مروراً بالمغرب، وذلك بسبب “الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية”، وفق ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة.

وأصدر تبون أمراً لشركة سوناطراك الجزائرية بوقف العمل بالعقد المبرم مع الديوان المغربي للكهرباء والماء. ونتيجة عدم تجديد العقد، ستقتصر إمدادات الغاز الجزائري لإسبانيا على أنبوب الغاز البحري ميدغاز الذي وضع في الخدمة عام 2011.

وأعلنت وزيرة التحول البيئي الإسبانية المسؤولة عن الطاقة تيريزا ريبيرا ووزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، الأربعاء، أن إمدادات الغاز الجزائري إلى إسبانيا ستُضمن عبر خط أنابيب الغاز ميدغاز ومجمعات تحويل الغاز الطبيعي المسال.

لم تُخفِ الجزائر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي لإسبانيا، في الأسابيع الأخيرة، نيتها عدم تمديد عقد استخدام خط أنابيب غاز المغرب العربي-أوروبا.

ماذا استفاد الريف والريفيون من استغلال أراضيهم لأزيد من 25 سنة؟

بالرغم من استغلال الأراضي الريفية لأزيد من 25 سنة لنقل الغاز الجزائري نحو اوروبا، لم ييتفد الريف والريفيون أي شيئ يذكر، فحتى المداشر والقرى الريفية التي يمر بها الأنبوب لم يتم اعفائها من مصاريف الطاقة والكهرباء التي يستعملها.

ووصلت قيمة الغاز الذي تلقاه المغرب عبر الأنبوب إلى حوالي 160 مليون دولار كمتوسط سنوي، لم يتم استثمار و لو جزء بسيط منها في الأراضي الريفية.كما أن تكلفة الكهرباء هي نفسها في الريف كما في العاصمة الرباط، رغم استغلال الأراضي الريفية لنقل الغاز.

فمنذ تسليم الريف من طرف اسبانيا الى المغرب سنة 1956، عمد النظام المغربي الى استغلال الأراضي والمياه الريفية بشكل مفرط، مع تجويع وتفقير الريف، وتهجير أبناءه نحو أوروبا بطريقة ممنهجة، عن طريق قطع واستنزتف مياه السقي التي يستعملها الفلاحين الصغار في الفلاحة والزراعة، واغلاق مجاري الوديان التي تكب في البحر وبالتالي القضاء على الأسماك التي تأتي لترك صغارها بالمنطقة، وغيرها من أشكال قطع أرزاق الريفيين والرمي بهم في قوارب الموت.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: