أخبارأخبار الرئيسيةتاريخ

تاريخنا.. الجمهورية الاتحادية لقبائل الريف

سنتين بعد إعلان قيام الجمهورية، وبالضبط في فاتح فبراير من سنة 1923، سيدعو الرئيس محمد بن عبد الكريم جميع قبائل الريف و عددا من قبائل جبالة لمؤتمر بأجدير عاصمة الجمهورية الريفية، لتكوين برلمان و حكومة الدولة التي سيطلق عليها اسم ”الجمهورية الاتحادية لقبائل الريف“.

وقد اتفق برلمان الجمهورية المعروف ب”الجمعية الوطنية”، في هذا المؤتمر التأسيسي، على ثلاثة نقط ستكون عماد دستور الجمهورية، وهي: تنصيب الأمير عبد الكريم رئيسا للجمهورية مدى الحياة. تسميته بالأمير بدلا من الفقيه؛ وهو اللقب الذي كان الريفيون ينادون به عبد الكريم. إعطاؤه كامل الصلاحية لتشكيل الحكومة تحت رئاسته، بحيث يمكنه تعيين أو عزل أعضائها دون اللجوء إلى “الجمعية الوطنية”.

وقد تطلب تنظيم كيان الدولة عامين، ورفض عبد الكريم أن يكون له لقب سلطان، بل رضي بلقب أمير الريف، ولم يكن إلا أمير الجهاد دون مدلول آخر، والقائد الأعلى لقوات المجاهدين، ورئيس الدولة الناشئة وحكومتها معاً، فلم تكن هناك مملكة ولا أسرة ملكية ولا بلاط ولا حاشية… وقد منع الأمير محمد بن عبد الكريم أن يذكر اسمه في خطبة الجمعة…” كما أورد محمد الحسن الوزاني، في كتابه ” حياة وجهاد”.

إلا أن عددا من القبائل الريفية رأت في الخطابي رئيس دولة، وأميرا للمؤمنين، تستوجب نصرته، الدعاء له في المساجد. هكذا ” أصبح اسم محمد بن عبد الكريم الخطابي يذكر في خطب الجمعة على منابر جوامعها بدل اسم السلطان العلوي، يؤكد لجريدة ”الأول” المؤرخ عبد الكريم الفيلالي.

وقد استمرت ” الجمهورية الاتحادية لقبائل الريف” من يوليوز 1921 حتى 26 ماي 1926، حيث سيسلم عبد الكريم الخطابي نفسه للفرنسيين، حقنا لدماء “شعبه”، خصوصا بعدما دخلت فرنسا على خط الحرب وبعدما اشتد قصف الإسبان للريف بالأسلحة الكيماوية.

وهكذا نفت فرنسا الخطابي وأسرته إلى جزيرة لاريونيون الفرنسية التي استمر فيها إلى حدود سنة 1947؛ ليستقر بعد ذلك بشكل نهائي في مصر.

صفحة المزمة الثقافية

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: