أخبارأخبار الرئيسيةمجتمع

وفاة البحار الريفي بالقنيطرة ومشاكل القطاع تخرج بحارة ميناء الحسيمة الريفية للإحتجاج

يعاني بحارة الصيد الساحلي بقطاع صيد الأسماك السطحية بميناء مدينة الحسيمة الريفية، من ضعف التغطية الاجتماعية رغم انخراطهم في الضمان الاجتماعي، وذلك بسبب عدم بلوغهم السقف الذي يخول لهم الاستفادة من التعويضات عن فقدان الشغل والمرض والعجز والتعويضات العائلية.

وعاد البحارة لطرح هذا الملف بقوة مع توالي حوادث الشغل بالبحر، والتي كان آخرها وفاة بحار ريفي من الحسيمة بميناء القنيطرة المغربية، ووفاة أحد البحارة الذي أفنى حياته بالعمل في البحر، بعد تهجيره رفقة رفاقه الى خارج المدينة، تاركا أسرته دون معيل ولا استفادة من التعويضات الاجتماعية التي يخصصها الضمان الاجتماعي لهذه الفئة.

ويأتي الشكل الاحتجاجي الذي نفذه بحارة ميناء الحسيمة اليوم الأربعاء 10 نوفمبر 2021 داخل الأخير، في ظل تفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية بين البحارة وعائلاتهم وأسرهم، مؤكدين أن البحار يفني عمره بالشقاء والعمل المجهد في البحر، غير أنه يبقى بعيدا من بلوغ السقف الذي حدده الضمان الاجتماعي للاستفادة من التعويضات العائلية والتعويض عن المرض وفقدان الشغل .

بالإضافة الى أن البحارة الذين تخول لهم مؤسسة الضمان الاجتماعي الاستفادة هم فقط الذين استطاعوا الاشتراك ب 54 يوما، خلال 6 أشهر الأخيرة من عمل البحار، وهو الأمر الذي يبقى بعيد المنال، خاصة مع تراجع المفرغات وقلة محصول صيد الأسماك بسبب الهجومات التي يشنها حوت ” النيكرو ” ( الدلفين الكبير )، على شباك الصيادين، حيث يفرغها من محصول الصيد ويكبدهم خسائر فادحة هي ما يستلزمها إعادة خياطة الشباك التي تقتطع من عرق جبين البحارة، كما أن البحارة أصبحوا على كافة الإفلاس، وبعد أن طرقوا كل الأبواب دون أية فائدة تذكر، لم يبقى أمامهم سوى الاحتجاج.

عادل الزناكي رئيس جمعية البحارة الصيادين بميناء الحسيمة الريفية، أكد أن الإفلاس بات يطوق قطاع صيد الأسماك السطحية  بسبب تفشي ” النيكرو ” بالمصايد التي تؤمها مراكب الصيد، وقال الزناكي ” أن صرخاتهم تعالت منذ سنين للفت الانتباه إلى أن هذا القطاع الحيوي يتراجع يوما بعد آخر، دون أن يتدخل المسؤولون والوزارة الوصية لإيجاد حلول واقعية للمشكل الأول بهذا القطاع، وهو مشكل الخسائر الكبيرة التي يخلفها هذا ” الحوت ” على شباك الصيد، حيث عملية خياطتها وصيانتها من جديد تقتطع من محصول الأسماك وبالتالي من أرزاق البحارة. وأضاف عادل أن هذا الواقع ” المر دفع بمراكب صيد السردين بالهجرة القسرية باتجاه موانئ أخرى “، موضحا أن ” هذه الهجرة لم تكن لا في صالح البحارة ولا اقتصاد المنطقة “، مسجلا بأسف وفاة أحد البحارة في حادث شغل بميناء القنيطرة، ومؤكدا أن البحارة لم يتبقى لهم سوى الاحتجاج، لإيصال صوتهم للمسؤولين، الذين عليهم إيجاد الحلول الآنية لهذا القطاع الذي يشق طريقه، أمام صمت الجميع نحو الافلاس.

ومن الحالات الاجتماعية التي ساقها البحارة كمثال على حالتهم الاجتماعية المزرية وبؤس أسرهم، حالة أحد البحارة الذي توفي أخيرا والذي كان يسمى قيد حياته ” اسماعيل البودزختي “، والذي أفنى شبابه في العمل على ظهر مراكب صيد الأسماك السطحية، وبلغت أيام اشتراكه في مؤسسة الصندوق الاجتماعي 3000 يوم، غير أن زوجته خرجت خالية الوفاض من أية تعويضات كأرملة لبحار، وذلك لأن حرمها المتوفى لم يستطع الاشتراك ب 54 يوما خلال الستة أشهر الأخيرة من فترة عمله، وهو ما حرم أسرته وأبناءه من أية تعويضات اجتماعية.

ويضع الضمان الاجتماعي 108 يوما في السنة كحد أدنى من الاشتراك، الذي يمكن البحارة من الاستفادة من الخدمات الاجتماعية لهذه المؤسسة التي تتراوح بين التعويض عن الوفاة والمرض وحوادث الشغل، وهو الحد الذي يعتبر غير متاح للبحارة، بسبب قلة محصول الأسماك، وتفشي ” النيكرو ” الذي يلحق خسائر فادحة بالشباك، وتراجع المفرغات.

ويقول البحارة أن حوت ” النيكرو ” ( الدلفين الكبير ) المحمي بموجب اتفاقيات دولية صادق عليها ما يسمى ب”المغرب”، هو سبب خراب قطاع صيد الأسماك السطحية، مشيرين إلى تفشىه بشكل كبير بالسواحل المتوسطية خاصة بمناطق الصيد التابعة للدائرة البحرية للحسيمة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: