أخبارأخبار الرئيسيةتاريخ

في ذكرى وفاة أمحمذ الخطابي أحد مهندسي دولة الجمهورية الريفية

امحمذ ابن عبد الكريم الخطابي نائب الرئيس خلال مختلف مراحل النضال و التحرير.

مرحلة الطفولة و التكوين، من 1892 الى 1919

هو امحمذ بن عبد الكريم الخطابي الورياغلي الريفي،الشقيق الاصغر للرئيس محمد بن عبد الكريم الخطابي ، ولد بعاصمة الحمهورية الريفية أجدير سنة 1892، و تعلم على يدي والده الذي لم تمنعه المهام الكثيرة التي كان يقوم بها من الإشراف على تعليم ابنائه اصول الفقه و الدين و النحو و مبادئ التاريخ، كما انشئ قسما ابتدائيا خصوصيا ليحفض فيه القرآن.

و على خلاف باقي العائلة الخطابية، لم يلتحق امحمذ بفاس لمتابعة دراسته بجامعة القرويين، اذ ارتأى والده بوعيه السياسي و قراءاته لضروف ما بعد مؤتمر الجزيرة الخضراء، ان يوجهه في اواخر سنة 1906 رفقة اخيه محمد الى مليلية لتعليم اللغة الاسبانية، حيث التحق بالمدرسة الإبتدائية الخاصة بالأهالي في مدينة المليلية. و اعتباراً لمركز والده في قبيلة آيث ورياغل و لأهمية الوظائف التي كان اخوه محمد يتقلدها بمليلية، أرسلته الادارة الاسبانية لمتابعة دراسته بسلك المعلمين في مدينة مالقا ، وبعد سنتين من التحصيل احرز شهادة معلم و عاد الى اجدير لمساعدت والده.

في 06 فبراير 1911 سافر امحمذ رفقة أفراد عائلته الى مدينة تطوان بالريف الغربي، واستغل السنتين التين اقام فيها بهذه المدينة لتعلم اللغة الفرنسية ، وذالك رغم معارضة الاسبان الشديدة.

في سنة 1913 التحق مرة اخرى بمليلية لمتابعة دراسته الثانوية حيث حصل على شهادة الباكلوريا سنة 1915. وبعد اعتقال اخيه في 06شتمبر 1915 الغيت المنحة التي حصل عليها لمتابعة الدراسة بمدرسة المعادن بمدريد فعاد الى اجدير حيث سعى حاكم جزيرة انكور لإغتياله. بعد اطلاق سراح اخيه ، سافر امحمذ الى مدريد في اكتوبر 1917 ملتحقاً بمدرسة المعادن لتخريج المهندسين ، حيث نجح في السنة التحضيرية في دورة أكتوبر 1918بامتياز، ورغم ذلك لم يواصل دراسته في هذه المدرسة ، اذ استجاب لطلب والده للعودة الى اجدير منتصف يناير 1918 ليبدأ بذلك مرحلة النضال.

مرحلة النضال في الحرب التحررية الريفية

لقد ارتبط نضال امحمذ بنضال اخيه محمد في مختلف المراحل، فبعد موت والدهما الفقيه السي عبد الكريم في 7 غشت 1920، حمل محمد مشعل المقاومة و اصبح امحمذ يده اليمنى و مستشاره و أمين سره و مبعوثه الخاص ، اذ كان ينوب عنه في المهمات الكبرى و الصعبة. و نظراً لخبرته و كفاءاته و معرفته لأحوال أوروبا ارسله الامير ، خلال الفترة الممتدة من اكتوبر 1922 الى مارس 1923، الى فرنسا للتعريف بقضية الريف و اقناع الفرنسيين بالتزام الحياد في الصراع الريفي/الاسباني. وعند تشكيل حكومة جمهورية الريف عين امحمذ الخطابي نائبا لرئيسها ، كما كان المسؤول الاول عن القوات الريفية المكونة من الجيش النظامي و القوات المعبأة من قبل القبائل . و قاد العمليات العسكرية على عدة جبهات منها : اغمارة و جبالة حيث دخل مدينة الشاون في 14 دجنبر 1924، و كذالك في جهة بني زروال ، جنوب دولة الريف ،حيث قاد في ابريل 1925 معارك ضارية ضد القواة الفرنسية ، وظل يدافع الى آخر لحظة عن منطقة اجدير عندما هاجمها الاسبان سنة 1926.

الرسم الأولي لمقر قيادة جمهورية الريف ,بريشة المهندس الريفي السي امحمذ أخ عبد الكريم الخطابي , قام برسمه في أبريل 1923

و امام بشاعة الاساليب التي استعملتها القوتان المتحالفتان اسبانيا و فرنسا والسلطان المغربي ضد المقاومة الريفية ، و خاصة حرب الابادة باستعمال الاسلحة الكيماوية و استهداف المدنيين اضطر الامير الى الدخول في مفاوضات بين 22 ابريل و 6 ماي 1926، و بعد استسلام الرئيس للقواة الفرنسية يوم 23 ماي 1926، سيتم نفي المجاهد امحمذ الخطابي رفقة العائلة الخطابية الى جزيرة لاريونيون ، وذلك في10 اكتوبر 1926.

مرحلة المنفى بلاريونيون و الاستقرار بدولة مصر ، 1926 الى 1967

كان امحمذ الخطابي في منفاه بجزيرة لاريونيون التي قضى فيها 20 سنة و نصف ،المتحدث الرسمي باسم الرئيس و كاتبه الخاص ، ولإتقانه اللغة الفرنسية كان كذلك مترجمه . و بعد الحرب العالمية الثانية قررت فرنسا في ماي 1947 تنقيل العائلة الخطابية من لاريونيون الى ترابها. و عندما غادرت العائلة جزيرة لاريونيون على ضهر باخرة كاتومبا، توقفت هذه الباخرة بميناء بور سعيد ، و لعب امحمذ الخطابي دوراً حاسما في اقناع اخيه الامير بقبول اللجوء الى مصر .

و في مصر اشتغل امحمذ الخطابي الى جانب اخيه في اطار مكتب”المغرب الكبير”الذي انشأه زعماء الاحزاب المغاربية بمصر، و بعد تجديد الرئيس محمد و اخيه امحمذ لاتصالاتهما مع اصدقاء السلاح عملا في 5يناير 1948 على تأسيس لجنة” المغرب الكبير” التي انتخب الامير محمد رئيساً لها و أخوه امحمذ نائباً له. و عندما انطلق الكفاح المسلح لجيوش تحرير المغرب الكبير لعب امحمذ الخطابي بخبرته العسكرية دور كبير في دعم هذا الكفاح، واستمر في هذا الدعم الى ان حصلت الجزائر على استقلالها سنة 1962.

و كان موقف امحمذ الخطابي كأخيه الامير مناهضاً لإتفاقية ايكس ليبان التي اعتبرها خيانة للشعب المغربي و مقاومته و اعتبر ان المغرب أخطأ الطريق الصحيح ، و زاد من حدة موقفه ما حصل بالريف أواخر 1958 و بداية 1959 من قمع وحشي للإنتفاضة من طرف جيوش الدولة المغربية والفرنسية. و رفض المجاهد امحمذ مثل اخيه الامير مشاريع العودة الى المغرب ما لم يتمتع باستقلال حقيقي . و حتى بعد وفاة الامير محمد بن عبد الكريم الخطابي فضل البقاء في مصر ، و لم يقرر العودة الى المغرب الا بعد حرب يونيو 1967 .

عودة امحمذ الخطابي و وفاته بالمغرب سنة 1967

تأثر امحمذ الخطابي بهزيمة مصر امام الكيان الصهيوني في 1967، فعاد الى المغرب و بالضبط الى مدينة الرباط، حيث أصيب بأزمة قلبية بعد أن تم تسميمه من طرف الشرطة السياسية المغربية في فندق حسان. و بعد عمر تجاوز 75 سنة مليئ بالنضال سيسلم الروح في 19دجمبر1967، دون ان يتمكن من تحقيق طموحه في زيارة الريف.

بعد وفاته ، نقل جثمانه الى مسقط رأسه بالريف ببلدة اجدير حيث دفن في مقبرة المجاهدين، و أثناء تشييع جثمانه قام المخزن بإنزال عسكري كثيف، حيث اقفلت كل المداخل و الخارج في المنطقة اجدير و مدينة الحسيمة لمنع المواطنين من المشاركة في مراسيم الدفن…وبعد ان تم الاعداد لإقامة مهرجان تأبيني في اربعينيته يليق بمقام المجاهد امحمذ الخطابي الذي كان نائباً لرئيس جمهورية الريف ، ورغم وفود الهيئات الريفية و الاجنبية التي حضرت للمشاركة ، فإن المهرجان ألغي في أخر لحضة بتعليمات عالية من وزير الداخلية المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: