أخبارأخبار الرئيسيةتاريخ

في ذكرى محاولة الرئيس محمد بن عبد الكريم الخطابي الهروب من سجن مليلية

في مثل هاته الأيام من ذكرى عيد ميلاد المسيح من سنة 1915 قام الرئيس محمد عبد الكريم الخطابي بمحاولة فاشلة للهروب من سجنه (كابريريسا أو القلعة) في مليلية الذي اعتقل فيه منذ أكتوبر من نفس السنة بتهمة التخابر مع ألمانيا.

“بوسعنا تصور اليأس الذي أحس به عبد الكريم عند إبلاغه بقرار الإبقاء عليه وراء القضبان رغم عدم التمكن من إثبات أية تهمة ضده” تقول الباحثة الإسبانية ماريا روسا دي مادرياغادا.

وحاول الخطابي الهروب بمساعدة الحسين بونصري Hosain Bunseri الذي ساعد الرئيس في خطته للهروب من سجن مليلية، حيث ادخل حبلاً مخفيا مع لوازم غدائية طوله 25 مترا.

صورة تعود ل 21 نوفمبر 1926، الحسين بونصري Hosain Bunseri (علامة X) الذي ساعد الرئيس الخطابي في خطته للهروب من سجن مليلية

مصادر أخرى تشير الى العملية كانت بمساعدة كومندو يتكون من ثلاثة أفراد برآسة رفيقه وصهره محمادي الحاتمي (من أيث ورياغر الذي اقترن بأخته الصغرى آمنة) الذي اعتقل بدوره في هذه العملية ليقضي سنة سجنا نافذة في نفس السجن الذي يوجد فيه محمد بن عبد الكريم كعقاب له على مساعدته لهذا الأخير من الفرار من سجنه.

وفشلت المحاولة على إثر تقطع الحبل المستعمل للهبوط، حيث سقط في إحدى الحفر. وكان من نتائج هذه السقطة كسر في الساق وجروح أخرى في أطراف جسمه. تم الإمساك به مرة أخرى من طرف قوات الحرس على بعد حوالي ثمانين مترا من المعقل.

للإشارة فإن الريفي محمادي الحاتمي شغل لا حقا بعد إعلان استقلال الريف كاتبا عاما للحكومة الريفية ومستشارا سياسيا للرئيس عبد الكريم، وبعد اعتقال ونفي الخطابي الإبن إلى جزيرة لاريونيون سنة 1926، تم نفي الحاتمي كذلك وفي نفس السنة إلى مدينة آسفي ليغادرها في بداية السبعينات ليستقر في سلا حيث توفي ودفن في 14 يوليوز 1975.

ورغم أن ظروف الاعتقال كانت حسنة، حسب ما أشار إليه إيبانكوس، إلا أنه حاول الهروب من السجن يوم 23 دجنبر 1915. أعلمت سلطات مليلية وزاراتي الحربية والدولة بهذا الحدث عبر برقية أرسلتها يوم 24 دجنبر، مشيرة فيها إلى صدور أوامر بمعالجة عبد الكريم ومراقبته تجنبا لمحاولة فرار ثانية.

السجن الذي وضع فيه الرئيس محمد عبد الكريم الخطابي بمريتش (مليلية) سنة 1915، في الوقت الذي كان لا يزال فيه قاضيا للقضاة صدر أمر من طرف السلطة الاسبانية.

وعلى إثر هذا الحدث تم تكوين لجنة للتحقيق في ملابسات وظروف الهروب وتقرر الإعفاء الفوري لقائد المعقل من مهامه بغض النظر عن مسؤوليته التي ستحددها نتائج الدعوى.

كانت لهذه السقطة عواقب على الحالة الجسمانية لعبد الكريم الإبن رغم العناية الطبية التي تم توفيرها له، إذ عانى من العرج طيلة حياته.

وقد قضى عبد الكريم الإبن أحد عشر شهرا بالسجن، وأطلق سراحه، في أوائل غشت 1916.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: