أخبارأخبار الرئيسيةثقافة وفنون

الحكيم الريفي عبد النبي نسوق.. ومقولة “إه يا دولة.. إه يا دووولة.. بحال هادي نعمل 10”

عاش في هذه المدينة الشاطئية الجميلة، خلال الستينات من  القرن الماضي، رجل فيلسوف وزاهد في هذه الدنيا، اسمه    عبد   النبي نسوق “، على شاكلة: زرع كون، وسيدي مفضل، في   الحقبة نفسها بمدينة تطوان.

 إلا أن عبد النبي هذا، كان رجلا ثائرا ومعروفا بهندامه المتهالك وتحركاته البهلوانية، يتجول في المقاهي بالمدينة   والأسواق وفي الإقليم، ينتقد الحاكمين علانية بأقواله الهجينة التي هي عبارة عن سخرية ونكت وحكم وعبر، يقتحم جموع الناس في أي مكان، ليصيح فيهم قائلا: (الله إلعن إقزنن أما تقزنين كتار) يعني “الله يلعن الكلاب أما الكلبات أكثر”.

 وكان معروفا جدا بمدينة الحسيمة، وناحيتها من القبائل والمداشر المجاورة، وأسواق إمزورن وآيث بوعياش وتركيست، بسخريته وكلامه ونقده اللاذع للأوضاع، حتى أن الحاكمين، (أي المسؤولين) ، وهذا هو اسمهم في ذلك الزمن ، كانوا يتضايقون من كلامه ويحسبون له ألف حساب، وإذا شاهدوه قادما من أي جهة يقولون : ( آقا يوسيد ..آقا يوسيد ) يعني “هاهو جا .. هاهو جا…”

صورة لحكييم الريف عبد النبي المعروف ب “عدنبي ن سوق ” محاط بأبناء الحي الذي كان يقطنه (حي السينما)، وهو في أيامه الأخيرة كما يبدو في الصورة مريضا

وذات ليلة من ليالي صيف سنة 1960 بمدينة الحسيمة، وفي زنقة قرب مقهى “فلوريدو”، حوالي الساعة 3 صباحا، (وكأنه يتفقد أحوال الرعية) ، استوقفه منظر مثير، جموع من ” الحصادة ” مستلقين على الأرض نائمين ( بحال السردين ) ، كل واحد يتوسد طربوشه الصيفي ، وبجانبه منجل الحصاد وخبزة ملفوفة ، جاؤوا من نواحي بعيدة كما يبدو ، بحثا عن العمل في موسم الحصاد ، فالوقت وقت صيف .

هنا تسمر عبد النبي في مكانه، وبدا مندهشا مما يشاهد ويرى، وهو يتمتم ويقول:

(إه يا دولة.. إه ياااااااااادولة ، إلى بحال هدي نعمل  10)

بقلم: أحمد بن طيب

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: