أخبارأخبار الرئيسيةتاريخ

مقاومة أمير الريف أمزيان ودور بعض قيادات كبدانة فيها

تعتبر حركة المقاومة المسلحة التي قادها الشريف محمد أمزيان بالريف الشرقي، إحدى حركات ألإرتكاس التي تفجرت ضد التوغل ألإستعماري ألإسباني في المنطقة.. وذلك من 9 يوليوز الى غاية يوم 15 ماي من سنة 1912ميلادية.

وإعتبارا كون ثورته قد سبقت بعض الثورات ألأخرى التي إنطلقت في وجهات متفرقة بالريف، فقد إستحق الشريف أمزيان لقب المقاوم و الزعيم ألأول لجيل المقاومين في القرن العشرين، ونعتقد أن سر نجاح هذه الثورة يكمن في كونها كانت تعبيرا جماهريا عن رفض ألإحتلال العسكري للريف و ما تبعه من إستغلال إقتصادي لخيرات المنطقة المتمثلة في مناجم ويكسان وإستغلال سهول صبرا وكرت و بوعرك إظافة الى الثروة السمكية بالبحر المتوسط.

وكانت هذه المطامع الإستحواذية للإسبان من ألأسباب التي أفاضت الكأس وبداية المقاومة من طرف السكان غير أن مقاومة التواجد ألإسباني بالمنطقة لم تنفذ من قبل الشريف إلا بعد القضاء على الثائر الجيلالي الزرهوني الملقب ” بالروغي”. وكانت بداية معارضة هذا ألأخير حين كان محمد أمزيان منفيا من قبيلة قلعية و[…] سمح له بإلإستقرار في رأس الماء فأصبحت إسبانيا تشك في أنه يعمل ضد مصالحها، وحينما أقتيد لمليلية لشرح موقفه أقر بأنه يعمل ضد الروغي وليس ضد إسبانيا[ 1].

و بحكم ذكائه وعبقريته كان الشريف يهادن الإسبان بسياسته هاته إلى حين القضاء على الثائر الزرهوني، ولكونه [..]كان له دور سياسي تعبوي غير الدور العسكري فقد لم إليه خمس عشرة قبيلة وإجتمع بزعمائها ليقروا محاصرة سلوان و القبض على بوحمارة وبدأ الحصار أواخر أكتوبر ليستمر إلى متم نوفمبر حيث سيطلب الروكي من أمزيان السماح له بمغادرة سلوان في إتجاه الضفة ألأخرى من نهر ملوية وبعد مرور شهرين على فراره ألقي القبض عليه من طرف جنود المسمى “مولاي عبد الحفيظ” يوم 21غشت 1909 وأعدم بفاس يوم 13 شتنبر [2].

وبعد هذا الحدث التاريخي و طرد قوات الزرهوني من منطقة أقصى الشمال الشرقي من الريف عمد أمزيان الى تأسيس حركة مقاومة مسلحة لوضع حد لطموحات الإسبان التوسعية وبفضل تنقلاته في الريف الغربي و الشرقي إستطاع أن يحرض عدد مهم من الأنصار خاصة من قبيلة كبدانة وذلك نظرا لسمعته و شهرته التي كان يحضى بهما في أوساط هذه البلدة، خاصة وأنه عاش هناك مدة زمنية طويلة بين أهالي المنطقة .. حين نفته إسبانيا الى رأس الماء وسمحت له بالعيش هناك بعيدا عن موطنه الأصلي كما نالت شخصيته سمعة وشهرة في الذاكرة الجماعية حين […]سجنته إسبانيا سنة 1908 بتهمة مساعدة القاضي محمد بن البشير مغنوج الكبداني بإسترجاع برج كبدانة[3].

و كانت هذه الأسباب كافية للساكنة أن تلبي نداء المقاوم أمزيان و بفضل تحركه داخل مجال كبدانة تمكن أمزيان من إستقطاب[.. ] القايد عدو بن عيسى الزخنيني الكبداني الذي كان قائدا مواليا لبوحمارة لينقلب ضده فيما بعد وينضم إلى حركة محمد أمزيان [4] وأصبح من بين أهم القيادات في صفوف جيش الشريف [..]وهكذا عرفت بداية 1909مناهضة غير مسبوقة من طرف القبائل للوجود ألإسباني وتزايدت العمليات وكذا حالات ألإنسحاب من الشرطة ألأهلية و الجندية ألإسبانية ومع بداية يوليوز إتضح أن الطرفين الريفي و ألإسباني في حالة إستعداد تام للمواجهة.

وفي يوم 26 يوليوز إستعمل الجنرال Marina المعلومات ألإستخبارية وقرر الصعود إلى جبل غورغو وثمة وجد المقاتلين في إنتظاره وكانت النتيجة مقتل 7 ضباط بإلاضافة الى مئات القتلى و الجرحى [5] وهكذا توالت العمليات الحربية و ألإنتصارات وسقوط ألإسبان في أيدي المقاتلين الريفين إلى أن أغتيل الشريف في يوم 15 مايو من سنة 1912 في معركة عزيب علال أقدور بآيث سيدال.

وبعد تدهور حالة المقاومين جراء فقدان أحد أبرز القيادات في صفوفها وتوافدت الجيوش ألإسبانية من الضفة ألأخرى وكثر تعدادها وعتادها حدثت على إثرها هزائم وإستسلامات للمحاربين مما إضطر فيها.

إستعينا بالمراجع التالية:
[1] – حقائق مثيرة عن حرب إسبانيا في شمال المغرب مقاومة عبد الكريم الخطابي كانت في سياق الحركات ألإستقلالية ضد ألإستعمار(كتاب ترجمته الدكتورة كنزة الغالي لمؤلفته ألإسبانية ماريا روساديا مادارياغا).
[2] – مقال د. محمد أحمد عدة عنوان بوحمارة.. الرجل الذي جاب قبائل الريف لنشر دعوته على ظهر حمار ريف بريس 18ـ 07ـ 2013.
[3] – كتاب الشريف محمد امزيان شهيد الوعي الوطني 1908 – 1912 د حسن الفيكيكي.
[4] – [6] د. حسن الفيكيكي من كتاب أعلام إقليم الناظور – 2 –الفقيه الحاج حمو شكري مدرسا وقاضيا ومكافحا 1310ـ1892/1383ـ1964.
[5] – مقال د. الحسين بوجداوي تحت عنوان “الشريف محمد امزيان – 3 سنوات من المقاومة الضارية لتغلغل الجيش الاسباني في الريف” نشر في جريدة الاتحاد الاشتراكي يوم 15ـ05ـ 2012.

نورالدين شوقي..باحث في تاريخ وتراث كبدانة

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: