أخبارأخبار الرئيسيةثقافة وفنون

حاكوز يناير في ميثالوجيا الريف

من منا بالريف، لم يسمع حكايات تسردها لنا أمهاتنا و جداتنا عن الغولة الشريرة أكلة لحم الأطفال والشباب؟ وان اختلفت التسميات بحولها بالريف، لكن حاكوز هي إحداها.

في مناسبة اليوم الأول ليناير بالريف، يقول الباحث الريفي، محمد صلاح الدين البقاري: … يصنع الآباء والأمهات أو الإخوة الكبار للأطفال أكياسا صغيرة من القماش، يضعون بداخل كل واحدة اللوز والجوز غير مقشر، ويطلبون منهم أن يعلقوها في أعناقهم ولا يفتحونها إلا بحلول اليوم الرابع من السنة الجديدة، أي يوم خامس عشر يناير بتقويم الميلادي، ويخيفونهم بأن من فتح كيسه قبل ذلك ستأكله “حاكوزا” وهي إشارة “للغولة“ أو العجوز الشمطاء، وبحلول اليوم الرابع يتم إفراغ محتويات كل الأكياس ويوزع ذلك على الأطفال سواسية.

وفي هذا الصدد يقول الباحث الريفي: جمال بوطيبي، أن منزلة شهر ناير او يناير كتقويم يولياني أخذه الريافة القدماء عن الرومان، كان يؤشر على بداية خصب الارض وانتهاء الحرث وتفائل بالسماء والمطر خصوصا.

وايضا تعتبر هذه المنزلة من أشد منازل الموسم وكانت بعض القبائل لاتخرج فيها للرعي ويتجنبون لعناتها؛ تباعا لأسطورة (العجوز الملعونة) التي تعرف عند قبائل قلعية الريفية ب ﻵلة ثامزا.

ففي شهر يناير بالريف قديما، كانت تحكى روايات قصصية تحذيرية للأطفال في بحثهم على اﻷكل وإشباع البطن في هذا اليوم، فحسب اﻷسطورة المتوارثة أن عجوز شمطاء تأتي ليلا لتتفقد من لم يشبع في هذا اليوم اﻷول من ناير؛ ونفسها اﻷسطورة نجدها عند أمازيغ التوارگ والقبائل؛ أنها استهانت بالشهر ولم تشكره فاستخفت به وهي جالسة تغزل الصوف في عقر واد جاف ترعى معزاتها؛ كما تتواتر القصة عن قدماء قبائل ايت سيدال؛ قالت:

(طر خاك أناير-أوسغ ذايك إمويان- تموذغ ذايك إشوبى)، فغضب الناير من قولها ذهب الى(فورار) ليقرضه يوما من أيامه ليعاقبها بالمطر؛ فأقرضه يومين؛ تغير الحال من أعلى الوادي أخذت السيول طريقها اليه فجرفها ومعزاتها وغزل الصوف في يدها؛ وعن أحد قدماء المنطقة، قال عنه:

(مارى ثاوى ذينايار- شاز اوحارث يالحايار) وانه شهر كان ﻵيطلب فيه مطر ويأخذونه بعين الحذر! ( وني إتتان أنزى ذينايار إتتار أرغاقث) أي: من يطلب المطر في هذا الشهر يطلب الغرق.

المراجع:

عن الباحث: جمال بوطيبي (الناير بين التاريخ والميثولوجيا).

و عن الباحث: محمد صلاح الدين البقاري –الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بالحسيمة، تقاليد موروثة وعادات راسخة

عن صفحة المزمة الثقافية

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: