أخبارأخبار الرئيسيةمقالات الرأي

“ليس للدولة المغربية أي أحقية أو شرعية للمطالبة باسترجاع أرشيف الريف” رشيد أفقير

“إذا مُغْرِبَت خُربت”، أو كما قال ميس ن خلدون

بكل بساطة و بكل موضوعية، ليس للدولة المغربية، قيادة وحكومة وشعبا، اية أحقية ولا شرعية، كانت تاريخية أو معنوية او سياسية، للمطالبة باسترجاع أرشيف الريف: الذاكرة الجماعية للشعب الريفي، ذاكرة الجمهورية الريفية، و ذاكرة محمد ميس ن عبد الكريم الخطابي و حرب التحرير الريفية، والذي هو في ملك أبناء الريف الاكثر ارتباطا والتصاقا بهذا التراث وهذه الهوية.

عوض ان تطالب هيأة رسمية دولة اجنبية بذالك، كان الاولى والأجدر بها ان تتحرك لتأمين وانقاد التراث المادّي المجسّد أساسا في المعالم التاريخيّة و المواقع الأثريّة للجمهورية الريفية، كمقر القيادة العامة للجيش الريفي الذي طاله الإهمال والنسيان و تطالب باطلاق سراح المحتجزين الريفيين وتمكينهم من حقوقهم السياسية و المشاركة في تسيير شؤون بلادهم الريف وتتفاعل مع قضاياهم العادلة والمصيرية،…

تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بموضوعات تتعلق بذاكرة الريف، خطوة ليست بريئة، وتتماﺷﻰ والتوجه الأيديولوجي للنظام المغربي، و مراجعه الأساسية وخياراته ومواقفه ضمن مشروعه الشامل الي يرمي الى اقبار ما تبقى من ريفية الريف.

كيف لدولة تحترف الكذب والمراوغة، أبانت عن مسؤوليتها في خلق واستمرار الاوضاع المزرية و الويلات التي تطال الريف وابنائه وتراته في جميع القطاعات، تحتقر و تحارب بكل ما اوتيت من قوة كل ما هو ريفي من تاريخ وهوية وحقوق وتعمل على تقليص عدد الريفيين في الريف،…ان تقوم بالمطالبة لاحتضان تراثهم اللامادي وتسهرعلى خدمته . انها لخطوة تفتقد الاستقامة، فيها خبث وقذارة ، فيها اللا معنى والعبثية، و فيها مؤامرة ومطامع ذاتية و مكاسب سياسوية.

المجلس الوطني لحقوق الانسان مجرد واجهة حقوقية لمؤسسة سياسية ، دورها المعتاد في هذه المسرحية معروف ومعلوم، يستغلها ويستعين بها الساسة من حين لآخر لذَرُّ الرماد في العيون وتمرير مخططاتهم المعلومة

خلاصة القول، الإجراء بمثابة شعار مزيف، مغازلة للريفيين وتمويه يقصد به العبث في معطيات التاريخ وتصريفه حسب ما يلائم النظام وتقديمه للعالم ومنظماته الدولية على انه تقدم ومصالحة
خطوة لاتعبر عن نية خدمة الصالح العام ولن تكون في صالح الذاكرة الريف، اذا عربت خربت، كما قال ميس نخلدون:

“نؤمن إيمانا راسخا بفكرة ان هذا الإجراء تمت هندسته من داخل أروقة المخابرات”.

هذا الإجراء يعبر عن عجز المؤسسة المعنية لا أقل ولا أكثر في حل المشكلات الحقيقية العامة الماثلة في المجتمع الريفي بشکل علمي وعملي و التعامل مع الاولويات الانية للساكنة ، حاجياتهم و مطالبهم في صميم الواقع الرّاهن.

على كل الأطراف الريفية ان تتصدى بشكل مباشر وبكل عزيمة وإصرار لسرقة ونهب التراث الثقافي اللاّمادّي الذّاكرة و الرّمــوز الريفية و حفظه من التآكل و الإضمحلال.

أدعو الشباب المثقف وكل الأقطاب الريفية والباحثين الى الالتفاف خلف الجهود الرامية لاستعادة ذاكرتهم و مقاومة محاولات الجهات الرسمية التي تعمل جاهدة لتغيير معالمها.

على الدولة الفرنسية ان تتعامل في هذا الملف في محادثاتها مع من لهم الأحقية والشرعية و الطرف الحقيقي المعني بالأمر .. هذه المسؤولية أمانة في عنق الجميع.

بقلم رشيد أفقير

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: