سياسة

غاندي الريف محمد جلول يكتب حول قضية الطفل “ريان”

في البداية تعازينا الحارة لأسرة ريان الصغيرة والكبيرة ولكل أبناء منطقة اشاون ومعهم كل إخوانهم الريفيين على مستوى كافة جهة الريف الكبير بالداخل والخارج وكل أبناء الوطن المراكشي من مختلف ربوعه وجهاته والذين كانوا جسدا واحدا وقلبا واحدا مع الطفل ريان وأسرتها.

تحياتنا الحارة لكل من تطوع صادقا لإنقاذه وعلى مجهوداتهم ومخاطرتهم بحياتهم، ولكل من تعاون وقدم المساعدة من أجل ذلك، ولكل من أبى إلا أن يحضر إلى عين المكان وتجشم معاناة السفر وتحمل آلام والسهر والبرد والجوع لمؤازرة الطفل ريان وأسرته طوال أيام المأساة بليلها ونهارها… تحياتنا الحارة كذلك لكل من بقي قلبه معلقا من بعيد، ولكل من عبر عن تضامنه وحرقته وأسفه من كل بقاع العالم.

نسأل من الله أن يجعل الطفل ريان طيرا من طيور الجنه ويلهم ذويه الصبر والسلوان وأن يربط على قلب والدته المكلومة ويشد أزرها وإن لله وإن إليه لاراجعون.

بعد التعزية نود أن نؤكد أن قضية ريان لايجب أن تُطوى بمبرر قضاء الله وقدره، بل يجب أن تبقى قضية رأي عام، ويفتح تحقيق حول ماحدث، ولماذا حدث ماحدث؟ولماذا لم يتم إسعاف ريان بسرعة؟ ولماذا تأخرت عملية التدخل والإنقاذ؟! ولماذا إستغرقت كل هذا الوقت؟!!!

نعم يجب مساءلة من يتحمل المسؤولية، وهل هي مسألة غياب خطة للتدخل السريع في مثل هذه الحالات؟أم هي مسألة إمكانيات لوجيستيكية؟ خاصة وأنه وقعت حالات مماثلة عديدة في العالم وفي ظروف أكثر معقدة، ورغم ذلك كانت عمليات إنقاذ سريعة وناجحة وبواسطة فرق إنقاذ متخصصة تتعامل مع مختلف أنواع الترية والتضاريس وبآليات خاصة ومتطورة ودقيقة…

وإذا كان الأمر يتعلق بمسألة إمكانيات، فلماذا لم يتم مطالبة المساعدة من البلدان الأخرى خاصتا المتواجدة بالجوار؟ مالعيب في ذلك ؟ هل هناك ماهو أهم من حياة الإنسان؟!!! هل هذا وقت التباهي الفارغ ودعاء الإكتفاء بالذات؟!!! …

  • نعم ، هكذا تفعل البلدان التي تعطي القيمة لمواطنيها في مثل هذه الحوادث المؤساوية، تفتح تحقيقا شاملا يساهم فيه كل المواطنين والخبراء، وذلك من أجل الحقيقة وتحقيق العدالة والإنصاف ويتحمل كل واحد مسؤولياته، وحتى لا تتكرر مثل هذه المآسي مرتا أخرى، وليس الإفتخار بالفشل والهزائم والإرتكان إلى قضاء الله وقدره، فالله بريء من كسلنا وإهمالنا وتخلفنا…
  • وفي الأخير لايجد أن ننسى الذكرى السنوية الذهبية 59 لرحيل أميرنا المجاهد وبطل التحرير محمد بن عبد الكريم الخطابي والتي تحل 06 فبراير من كل عام ، و صادفت للأسف هذه السنة هذا الحدث الأليم بالريف الكبير، وفي منطقة الشّاون التي شهدت أحداثا هامة من بطولات أهلها في المقاومة بقيادة الأمير الخطابي، منطقة يجب إعادة الإعتبار لها وفك كل أشكال العزلة والتهميش والإقصاء عنها …

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: