أخبارأخبار الرئيسيةمقالات الرأي

الذكرى 65 للإنطلاقة المظفرة لعمليات حركة جيش التحرير بالريف

في مثل هذا اليوم 2 أكتوبر من سنة 1955، انطلقت عمليات جيش التحرير بالريف بعد إعداد ميداني سري وتعبئة محكمة عن مركزي القيادة بالناظور وتطوان، وانطلقت عملياته بالضبط في المثلث المشهور تيزي وسلي وأكنول وبورد.

               (والذي عرف بمثلث الموت) 

مند سقوط عاصمة الجمهورية الريفية سنة 1926 بعد العدوان المتمثل في الإمبريالية العالمية القرن الماضي (فرنسا وإسبانيا)، وكذا الدعم الغير المباشر والمباشر الذي حضيتا به من المغرب وألمانيا وبرتغال، انجلترا وامريكا.

إلا أن أبناء الوطن لم يرضوا بالمحتل لتسير الشؤون الريف، لذا كانت فكرة الرئيي الخطابي إعادة إحياء الخلاية النائمة بالريف من أجل دحر الإستعمار الاوروبي.

فمنذ وصوله إلي القاهرة كان شاغله الوحيد إعادة الحكم لأبناء الوطن والخلاص من الإستعمار الأوروبى بالريف خاصة وشمال إفريقيا عامة، في أواخر الأربعينيات و تحت عنوان “خطة حرب التحرير”، فقد عمل الأمير على إعداد آليات هذا الجيش لتفجير الصراع في الوقت المناسب.

علما ان معالم الفكر العملي للأمير الخطابي القائم على ضرورة تحريك الشعب من الداخل وتعبئته حول هدف الاستقلال والجلاء.

فقد بادر الأمير للحصول على الأسلحة وبالفعل كان ما أراد نضرا لعلاقته المتينة التي يحضى بها الامير لدى الملوك ورؤساء الدول،

فقد أسس خلايا وتشكيلات وفرق لجيش التحرير، وتم فتح مراكز للتدريب على استعمال السلاح وحرب العصابات بعد ان أقنع المسؤولين في كل من العراق وسوريا بقبول البعثات الطلابية المغاربية والحجاج للدراسة في معاهدهما العسكرية.

فيما خصصت مصر معسكر “هاكستيب” في القاهرة لتدريب العناصر واعداد المخططات الاستراتيجية التي ستتولى فيما بعد تهيئ جيش التحرير وقياداته المحلية في تنظيم الهجوم على الإستعمار الأوربي بالريف والمغرب والجزائر وتونس.

فقد كان رواد جيش التحرير بالريف كانوا في غالبيتهم جنودا أو قادة من الجيش الجمهوري الريفي المنحل قد حاربوا تحت إمرة محمد بن عبد الكريم الخطابي.

وإبراز مدى انتماء جيش التحرير فكرا وفلسفة وتطبيقا إلى الخط التحرري الذي رسمه الريفيون تحت قيادة زعيمهم الرئيي عبد الكريم الخطابي.

وبعد تلقي الاستعمار الضربات الموجعة من جيش التحرير، وكان وقع المفاجأة على القوات الفرنسية كبيرا لدرجة أن العسكريين الفرنسيين انفسهم والمراقبين الدوليين سارعوا إلى ربط ما يجري في اكزناية بما جرى للقوات الإسبانية والفرنسية أثناء حرب الريف 1920 > 1926 تحت قيادة الامير الخطابي

لكن الخطأ الكبير (او السذاجة) والذي لا يغتفر له سماح ريفيين لعناصر القيادية للحركات الحزبية آنذاك من المغرب الإطلاع على المخططات الاستراتيجية لجيش التحرير رغم ما عانه الريف من المغاربة بعد تحالفهم مع الاستعمار الاجنبي من القرنين الماضيين.

إن ازدراء الزعامات الحزبية للكفاح المسلح بتصنيفه في خانة العنف والإرهاب، لكسب رضى الإستعمار الفرنسي وفي نفس الوقت حاولت بعد ذلك تبنيها وامتطاء “موجة” التحرير لتحقيق مآرب سياسية في إطار الصراع على السلطة.

وبدأت المفاوضات من اجل تسليم السلطة بعد الضربات جيش تحرير … وبعدها تم تفكيك مختلف فصائل وخلايا التابعة لجيش التحرير منها ما تم دمجه في صفوف القوات المسلحة المغربية.

أما من تشبثا بمبادئ النضال من أجل الحرية والهدف الذي نشأ من أجله جيش التحرير فقد تعرض للتصفية الجسدية (الاغتيال عباس المسعدي وحدو أقشيش) من المستعمر الجديد الإحتلال المغربي. انقلبت الأمور إلى تصفية جيش التحرير بكامله. وقد نجحت عملية القضاء على جيش التحرير في تحقيق أهدافها.

وبعد الاستقلال وتسليم الاراضي الريفية للإحتلال المغربي دارت مواجهة ضارية للاحتلال الجديد مع الريف كادت أن تنهى وجود هذه الأمة.

واليوم التاريخ يعيد نفسه مرة آخر بالتحالفات من اجل ضرب الريف في الصميم.

بقلم محمد بن Mohamed Ben

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: