أخبارأخبار الرئيسيةمقالات الرأي

يوم اجتاحت الدبابات الفرنسية والجنود المغاربة للريف سنة 59-1958

مباشرة بعد سنتين من إلحاق آريف بالمغرب واخضاعه بالقوة العسكرية والاتفاقيات الفرنسية والإسبانية وبالضبط في مثل هذا اليوم من أواخر عام 1958.

وبالضبط في الساعات الأخيرة من الليل كان الاجتياح المغربي وبمساندة من الطيران الفرنسي لآريف مستمرا بعدما أصبح ليله كنهاره بفعل الامطار المكثف للقنابل.

كانت محركات آلية عسكرية، تهدر على مداخل المدن والقرى من جميع الجهات، لتمزق سكون الليل، وتبث الرعب في القلوب الاطفال، وأطبقت المدفعية على المدن والقرى بالكامل

واغتصبت سمائها بالطائرات الفرنسية ثم بدأت تطلق حممها على تجمعات السكنية وكل ما يتحرك فوق الأرض.

للحظة، بدا التاريخ وكأنه يعيد نفسه (عام 1926 بعد غزو الإمبريالية العالمية لإسقاط النظام الجمهوري بآريف)، فقد أعاد الحصار الذي فرضه الإحتلال بمباركة فرنسا واقع الاجتياح إلا الأذهان.

ولم يشفع الليل ولا الإنسانية استمر الاجتياح العسكري الهمجي بالقصف الجوي والمدفعي، طاول الإنسان والشجر والحجر، فيما عرف لاحقا بالاجتياح الأول، بعد الاحتقلال فقد كانت شهوة التدمير لدى الطاغية الحسن الثاني في ذروتها ولم يكن غريبا أن يستجيب وهو المجرب لنداء الدم وغواية القتل.

حرب المدن والقرى التي خاضها الريفيون في مواجهة الجيش المغربي شكلت لعشرات الآلاف من الأطفال تجربة قاسية ومؤلمة، لم يمروا بمثلها من قبل، فأصوات القصف الصاروخي لليل تركت في نفوس الأطفال أثرا يستحيل نسيانه مدى العمر، أثناء الاجتياح وبعده، ظهرت على هؤلاء الاطفال أعراض نفسية وفسيولوجية …

طوال أكثر من أربعة أشهر بلياليها، بقي سكان المدن والقرى حبيسي منازلهم، ينتظرون موتا يأتي أو لا يأتي، فقد كان الغزو شاملا.

وحين أعلنت قوات الاحتلال رفع حظر التجوال خرج المواطنون لدفن شهدائهم وإحصاء خسائرهم وتفقد آثار التدمير الهائل الذي ألحقته قوات الاحتلال المغربية والفرنسية بالمباني …

الدول التي ذات قدرات العسكرية عالية في مواجهة أقلها عند شعور جيشها الجبان بعدم مواصلة الحرب بسبب إحباط المعنويات جيوشها وعدم كسب المعركة لصالحها، دائما ما تلجى إلى ارتكاب مجازر في حق الإنسانية لكسب الحرب بأي وسيلة كانت

عندما اشتَدَّ الأَمرُ وصَعُبَ الخلاصُ منه لجأ الاحتلال المغربي وبمساعدة الجيش الفرنسي إلى استخدام كافة الأسلحة في معركتهم مع أهل آريف بما فيها ” الأسلحة الكيميائية غاز النابالم”

لتدمير نشاط الحركة لكسب المعركة، حيث أن ما تتميز به الأسلحة الكيميائية هو التأثير المباشر التي تعرّف أحيانا بـ(الإبادة الجماعية)، ضمن حملة الانفال العسكرية فرنسية صليبية ومغربية صهيونية التي راح ضحيتها آلاف من المدنيين الريفيين.

وحتى لا ننسى جرائم الاستعمارية

ارتكب الاستعمار الإسباني والاحتلال المغربي في آريف جرائم متتالية ولا زالت آثارها بادية للعيان من المستحيل أن ينكرها التاريخ ومن المستحيل أن لا نقف عندها.

من المعلوم أن آريف تاريخيا عرف بمقاومته لكل دخيل عن هذا البلد لذلك اعتمد الاستعمار إستراتيجية الحرب الشاملة والإبادة والدمار في تعامله مع الشعب الريفي ويبدو ذلك من خلال عدة أساليب وأشكال انتهجها الاحتلال لعل أبرزها الإبادة التعذيب التهجير، والاسلحة الكيميائية وغيرها من الجرائم المرتكبة في حق الريفيين.

تعددت الجرائم التي ارتكبتها إسبانيا الاستعمارية والاحتلال المغربي لآريف بطرق مروعة فمن التقتيل الجماعي للسكان إلى النهب والسلب وتدنيس المقدسات مرورا بسياسة الأرض المحروقة وهذا بغية إنهاء الوجود الريفي بكل الطرق.

بعدما تعرض الشعب الريفي الى حرب عنصرية حاقدة طالت لاكثر من سنين متواصلة، لازال الشعب الريفي يفتخر بوقوفه صدا مانعا امام الأطماع الإستعمارية.

محمد بنمسعود

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: