أخبارأخبار الرئيسيةثقافة وفنون

اشبذانن.. عملية استخراج الملح وامتدادها التاريخي بالريف

في الريف الشرقي، منطقة كبدانة، وبالضبط ببلدة لاربع اركمان، الواقعة على بعد 26من مدينة الناظور، تمتد أحواض الملح التي كانت تعتبر مصدر أجود أنواع الملح الطبيعي.. وهذه الاحواض، أنشأها الكبدانيون هناك منذ عصور خلت، وبقيت على حالها، الى عهد الحقبة الاستعمارية، ولازالت الى اليوم تشكل بيئة محمية خالصة لاستخراج الملح الخالي من المواد الكميائية.

في هذا الموقع الذي يسمى بلاربع اركمان، حيث الشمس الحارقة تضرب المكان، لتستكمل بها عملية استخراج الملح بطرق بدائية.. وهذه الطرق تبدا بمراحل عدة، اذ يتم ضخ مياه البحيرة عبر قنوات صغيرة إلى برك صغيرة تسمى محليا ب Thandiwin.. هي عملية شاقة، وتتطلب جهدا وصبرا كبيرين.. هكذا صرح لنا احد عمال الملح هناك، وهو يقول “.. ان العملية تحتاج الى قوة بدنية والقدرة على تحمل تقلبات المناخ.. والمراقبة اليومية تتطلب منك تفقد برك المياه، وفي يدك مجرفة لسحب الشوائب منها..ولكي تبلغ مرحلة الجني لابد ان تحافظ على مقدار الماء المتواجد في البركة والذي يستغرق لشهور ليتبخر..بعدها يتم سحب الجزء العلوي المكون من التربة وبعض الملح، لتظهر بلورات من الملح قبل أن توضع على شكل اكوام صغيرة بيضاء وأخرى شبه حمراء بغية تجفيفها..لياتي بعدها الفصل الاخير وهي مرحلة الحصاد ثم التسويق او البيع ..” انتهى.

وفي سياق الموضوع اعلاه، نجد ان عادة استخراج الملح بلاربع اركمان كانت عادة قديمة، ورثها الجيل الحالي عن الاجداد، اذ كان الاجداد يستخرجون الملح من مواقع عدة خاصة من مياه بحيرة Lbhar amzian او Marchica كما سماها الاسبان فيما بعد. وكانوا يستعملونه في الطعام وتمليح الجلود واغراض اخرى..الخ. وحينما اقتحم الاسبان اراضي كبدانة كقوة احتلالية عام 1908م، قام هؤلاء بالاستحواذ على هذه الثروة البحرية، فادخلوا على العملية الات عصرية، وظفوها في ضخ ماء البحر، وهذا ما مكنهم من استخراج الملح ومضاعفة المنتوج الذي لبوا به احتياجاتهم المختلفة..

وعودة الى التاريخ، ومن بين الروايات الموثقة التي تشهد على عراقة عادة استخراج الملح بكبدانة وخاصة بموقع لاربع اركمان وبحيرة Lbhar amzian او Mar chica ..نجد ما ذكر في كتاب El Rif – los territorios de guelaia y quebdana – 1911 .. اذ يقول في صفحة 89:
” ..أثناء قيادة الجنرال بوسيتا General Buceta لمليلية عام 1854م تم فرض ضريبة قدرها 200 ريال على المور الكبدانيين الذين ياتون باحمالهم لاستخراج الملح من بحر Marchica..”
Durante el mando en melilla del General Buceta, año 1854, se impuso á los moros que con sus carabos venian á sacar sal de marchica, un tribudo de 200 reales por caragamento.

ويضيف نفس الكتاب وبنفس الصفحة قائلا:
“.. في عام 1887م، وفي احدى الليالي، فتحت عاصفة شرقية قوية قناة بالقرب من شاطئ Restinga، فبدأت المياه تتدفق الى ان اغرقت قرية كبيرة، كان يسكنها عمال الملح.. وتقول شهاداة ادلى بها سكان المناطق القريبة الى مكان الحادث وابلغوها لاهالي مليلية.. أن عدد الضحايا الذين سببته هذه الظاهرة كان هائلا، وقد غطى الفيضان قرية كاملة كان يقطنها عمال الملح..”
año 1887, un fuerte temporal de levante, abrió un canal por cerca de la restinga, entrado en marchica el agua con tal violencia, que parece que en una noche quedó nivelada la laguna, diciéndose por referencias de personas que vivian en melilla por aquella fecha, que los moros dieron cuenta á la plaza de haber sido enorme el número de victimas que ocasionó este fenómeno, por haber cubierto la crecida un gran caserio de salineros..

نورالدين شوقي.. باحث في تاريخ وتراث كبدانة

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: