أخبارأخبار الرئيسيةثقافة وفنون

الريف.. عام “أُبوري” جزء من الذاكرة الجماعية لكبدانة

شكل “عام ابوري” او “عام البوري” جزءا من الذاكرة الجماعية المؤلمة، وتأريخا لأحداث مأساوية عاشتها ساكنة منطقة كبدانة في سنوات الاربعين.. حيث تذهب المصادر التاريخية الى القول:”..ان منطقة كبدانة على غرار مناطق ريفية عدة، وخلال الفترة الممتدة مابين 1935م و1946م، اجتاحتها موجة من الجفاف والقحط، أعقبتهما مجاعات وأوبئة وصلت ذروتها سنة 1945م، حيث كانت هذه السنوات أشد قساوة على أهل المنطقة وعاشوا أياما مظلمة، زاد من حلكتها سياسة السلطات الإسبانية الغازية، التي كانت قائمة على نهب خيرات البلاد والعباد، إضافة الى تأثر المنطقة بظروف الحرب العالمية الثانية وخاصة بعد الحصار الذي فرضته ألمانيا النازية على فرنسا وتوقف دخول بعض مواد الغذاء والتنظيف إلى منطقة النفوذ الإسباني، والتي كانت تجلب من منطقة الحماية الفرنسية..”

وربطا بالمقدمة اعلاه.. تروي الروايات الشفهية المحلية، ان حكاية ذلك العام الذي سمي بعام ابوري او عام البوري.. يعود اصلها الى سنوات الاربعين، وذلك، حين استفحلت ظاهرة الجفاف والقحط بموقع لاربع اركمان ونواحيه، فتراجع البحر الصغير Lbhar Amzian نتيجة انغلاق الفتق من البحر الابيض المتوسط بالرمال، فضحل البحر الصغير، وبدات الاسماك تموت في الغرين نتيجة ضحالة المياه، الى ان الناس كانوا يصطادون سمك البوري في واضحة النهار وباليدين فقط، ونتيجة لذلك كثرت امراض الحكة او الجرب.

وتحكي بعض الروايات الاخرى “..ان بعض السكان المحليين ربطوا ظاهرة تجمد مياه البحر الصغير، ببعد تولي عمرو حموش القضاء في كبدانة، فخاف البحر من جبروته وجمد في مكانه وعليه، عرف هذا العام في كلا الروايتين “بعام ابوري”.

ومنذ ذلك الحين، اصبح “عام أُبوري”يؤرخ لاحداث واحوال مؤلمة تركت اثرا سيئا، واثرت سلبا على نفوس من عايشوها وقتذاك.

نورالدين شوقي.. باحث في تاريخ وتراث كبدانة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: