اليوم العالمي للمهاجرين… 65 سنة من تهجِّير الريفيين من أراضيهم

يحتفل العالم اليوم السبت 18 دجنبر 2021، باليوم العالمي للمهاجرين، والذي يأتي كل عام للتذكير بقضية انسانية ملحة، حيث تتفاقم معاناة المهاجرين والمهجَّرين واللاجئين نتيجة الحروب والصراعات، أو لأسباب اقتصادية، وغيرها من الأسباب التي تجبر الفرد على ترك وطنه والعيش في أوطان أخرى.
الريفييون بين مطرقة الاعتقالات وسندان التهجير:
ويعتبر الشعب الريفي أحد الشعوب التي عانت ولازالت تعاني من التهجِّير الممنهج من أراضيها لأسباب سياسية مرتبطة بإحتلاله من طرف قوى خارجية اسبانية ومغربية أقامت حدودا وهمية فرقت بين الأسر والعائلات الريفية.
اخترنا مصطلح التهجير هنا عمدا مكان الهجرة لكون الهجرة التي يعرفها الريف اليوم ليست هجرة من أجل البحث العلمي، أو من أجل السياحة والبحث عن “متعة التدليك” أو الاسترخاء، أو تغيير نمط العيش هروبا من الروتين اليومي، بقدر ما هي تهجير قسري بشكل غير مباشر؛ ويظهر ذلك من خلال انعدام أدنى شروط العيش، إذ إن ما يسمى ب”الدولة” لم تكلف نفسها حتى عناء ربط المنطقة بشبكة طرقية تفك عنها العزلة. أما في قطاع الصحة فالريف بأكمله لا يتوفر حتى على مستشفى جامعي؛ ناهيك عن انعدام فرص الشغل التي تعتبر احد الأسباب في الدفع بالشباب نحو الاستسلام لشبح الهجرة الذي تعود أبناء الريف في وضعه خاتمة لمطالبهم التي رفعوها في أكثر من محطة للدولة التي دائما ما كانت تجيب عنها بالاعتقالات والاغتيالات تارة، والتهجير تارة أخرى.
إن الخطاب التاريخي للعاهل المغربي السابق الحسن الثاني الذي وصف فيه أبناء الريف بالأوباش وأنهم يعيشون من التهريب والمخدرات ليس بغريب عن أبناء المنطقة، لكون الجميع يعلم أنه لولا التهريب والمخدرات والمهجرين الذين يعيشون بالخارج لوجدت الريف اليوم يموت أبناؤه جوعا وعطشا. إذا فالريف يحمد الله على هذا المنبع الذي رغم عدم قانونيته إلا أنه ساهم في الحفاظ على استمرارية أبنائه إلى اليوم، وهم -أبناؤه- بدورهم حملوا معهم ذاكرتهم المشتركة التي تقطر دما بتضحيات أجدادهم في سبيل التحرر من أغلال عبودية المستعمر.
وتزايدت في السنوات الأخيرة وتيرة الهجرة من الريف نحو أوروبا، خصوصا بعد الإختطافات والإغتيالات التي شهد الريف خلال فترة الحراك الريفي الأخير، مما حتم على الريفيين الإختيار بين قضاء زهور حياتهم بين قضبان سجون النظام المغربي، أو الإرتماء في قوارب الموت من أجل حياة أفضل.
و تعود أسباب اختيار الريفيين لرحمة مياه البحر على البقاء بالريف الوطن، للسياسات التي تم تطبيقها بالأخير بعد تسليمه من طرف اسبانيا للمغرب، الذي عمل على انشاء مجموعة من مؤسسات الضبط الإجتماعي بالمنطقة لترويض أبنائها و انتاج ثقاقة مغايرة للتي تربى عليها الريفيون. و تهميش جل ما يمكن أن يساعد الريفيين على الإستقرار بوطنهم.
وبلغ عدد المهجَّرين الريفيين الذين وصلوا سواحل الأندلس السنة الماضية، ما مجموعه 1766 مهجَّر ريفي، حسب الإحصائيات التي يتوفر عليها موقع أريف دايلي.
نظرة تاريخية
وجاء في الصفحة الرسمية للأمم المتحدة: في 4 دجنبر 2000، أعلنت الجمعية العامة يوم 18 كانون الأول/ديسمبر يوما دوليا للمهاجرين بعد الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة والمتزايدة للمهاجرين في العالم (القرار رقم 93/55 ). وفي مثل هذا اليوم كانت الجمعية العامة قد اعتمدت الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم