أخبارأخبار الرئيسيةإصداراتتاريخثقافة وفنونسياسةمجتمع

إصدار عملة نقدية رمزية بمناسبة مرور مئة سنة على إعلان استقلال جمهورية الريف

يستعد أبناء الريف بهولاندا في الأيام المقبلة، لطرح قطعة نقدية معدنية رمزية، وذلك بمناسبة مرور مئة سنة على اعلان استقلال الدولة الريفية وكذا معركة أنوال الخالدة، والتي عرفت اكتساح الريفيين لجيوش الإحتلال الإسباني.

العملة التذكارية التي تم صك النسخة الأولى منها يوم 18 شتنبر المقبل، مصنوعة من النحاس المغلف بالذهب، وتحمل صورة الرئيس محمد بن عبد الكريم الخطابي وعلم الجمهورية الريفية من احدى الواجهتين، وخريطة الدولة الريفية من الجهة الأخرى، كما تم التركيز على االلغتين الريفية والإنجليزية لتوثيق هذا الحدث الاستثنائي.

واختار المسؤولون عن صك العملة، تسميتها ب”الريفان” مستلهمين هذه التسمية من العملة التي اشتغلت الدولة الريفية على خلقها، لتكون عملة رسمية للجمهورية خلال العشرينيات من القرن الماضي. وتم طبع العملة الرمزية بدولة هولاندا هذه المرة، فيما اختار رجال الدولة الريفية في السابق طبعها بإنجلترا.

وحسب المعلومات التي تمكن موقع أريف دايلي من الحصول عليها، فستتم عملية التوزيع ابتداءا من شهر نوفمبر المقبل، بالمقابل فقد فاقت الطلبات كل التوقعات قبل ثلاثة أسابيع من طرح العملة، التي سيتم بيعها بنفس ثمن الصك.

وتم إعلان الجمهورية الاتحادية لقبائل الريف يوم 18 سبتمبر 1921,(سميت بجمهورية الريف منذ 1923) كان حدثا تاريخيا, لم تعرفه إفريقيا, و كذا لم تعرفه منطقة ما يسمى ب”العالم الاسلامي”. هذا النوع من التنظيم السياسي (الجمهورية),كشكل حداثي ودمقراطي بدستور وقوانين ومعايير و قواعد في تسيير شؤون الدولة الدمقراطية. دولة قائمة بمجالها الترابي وعلمها وعملتها (المستقبلية) ومؤسساتها السيادية.

جمهورية حداثية ودمقراطية وتحررية, خارج الجغرافية الغربية ما كان يسمح لها بالوجود والاستمرارية في عصر هيمنة القوة الاستعمارية, هذا ما عبر عنه رئيس الجمهورية بقوله: ” أتيت قبل الأوان, لكنني مقتنع أن أمالي ستتحقق عاجلا أو آجلا بواسطة قوة الأشياء وتسلسل الاأحداث”. جمهورية الريف كانت علمانية أكثر من كونها إسلامية, فمن القواعد العامة للجمهورية الريفية, إحترام الاديان, ودعم إنتهاك حرية التدين وخصوصا لليهود, بالاضافة الى التعدد الديني, حارب عبد الكريم التعصب الديني الاسلامي, فقد صرح محمد عبد الكريم الخطابي في مقابلة صحفية نشرت في مجلة ألمنار يوم 5 نوفمبر 1926:” التعصب الديني كان السبب الرئيسي في فشلي, وكي لا يقول الوحيد, لأن زعماء الأخوة كان لهم تأثير في الريف, أكثر مما كان في المروك أو في البلدان الاسلامية” ويضيف ” فعلت كل ما في وسعي لتحرير بلدي من نير زعماء الاخوة, الذين شكلوا عقبة في طريق الحرية والإستقلال. أسلوب التركي أعجبني كثيرا, لإني أعلم أن الدول الاسلامية لا يمكنها أن تحقق إستقلالها إلا عندما تتخلص من التعصب الديني وتقتدي بمثال الشعوب الاوروبية”.

صرح عبد الكريم:” خلال يوليو 1921 أبلغنا سفراء بريطانيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا في طنجة أنه أعلنا جمهورية الريف ونحن نخوض حربا رابحة ضد اسبانيا للدفاع عن استقلالنا، وسنستمر في ذلك حتى تحقيق السلام والحرية والاعتراف باستقلالنا بما في ذلك جميع مناطق الجمهورية، الممتدة من الحدود مع المغرب حتى البحر الأبيض المتوسط ومن ملوية إلى المحيط الأطلسي”.

حينها أعلنت قيادة ثورة الريف الاستقلال عن التاج الاسباني والتبرأ التام من كل المعاهدات التي وقعها العلويون مع الأوروبيين بدئا بمعاهدة الخزيرات حتى معاهدة فاس1912، لتبدأ مؤسسة الرئاسة الريفية، ببناء مؤسسات الجمهورية ومنها المحاكم والحكومة والجيش والمخابرات، الخ

وفي سعيه لبناء اقتصاد الدولة الريفية الوليدة، تشير المصادر التاريخية إلى أن شقيق رئيس الجمهورية ونائبه امْحمد الخطابي ، بإيعاز من أخيه مولاي محند، قد بدأ فعليا في بناء لبنات تأسيس بنك مركزي للحكومة الريفية الجديدة.

حيث تكلف امْحمد الخطابي بعقد اتفاقات مع بعض البريطانيين من أجل استخراج عملة خاصة أطلق عليها اسم “ريفان” عوض التعامل بالعملة الإسبانية أو غيرها،.

وقد أوكلت المهمة لتاجر السلاح الإنجليزي تشارلز كاردينر، بحيث قام بصك النماذج الأولية لعملة الريفان و عليها رموز علم جمهورية الريف كالهلال والنجمة الخضراء.

النص الكامل للاتفاق المبرم يوم 11يونيو 1923 مع الإنجليزي kardiner.

الاتفاق حسب الوثيقة وقعه من الجانب الريفي كل من امحمذ بن عبد الكريم نائب رئيس الجمهورية والحاج الحاتمي مدير الشؤون السياسية والاقتصادية.

و شمل الاتفاق صك عملة جمهورية الريف (ريفان)، تاسيس بنك الريف في أجدير، بناء مؤسسات الدولة، شق الطرق، بناء المدارس وخدمات البريد وخطوط الهاتف و غيرها.

وسبق للمجلة الصادرة عن مؤسسة the international bank note society في المجلد 23 العدد 1، أن نشرت صورة لعملة جمهورية اتحاد قبائل الريف “ريفان”، مع ملاحظة صغيرة حولها في الصفحة الأولى حيث تشير إلى كون الصورة عبارة عن ورقة نقدية من فئة واحد ريفان التي صدرت إبان فترة حكم الجمهورية الاتحادية لقبائل الريف في ما بين 1921 و 1926، وبالضبط بتاريخ 10-10-1923.

هذه الورقة تميزت بلونها الأحمر ورقم تسلسي بالأسود إلا أن وجود هذه الأوراق نادر جدا، وتشير ذات المجلة إلى أنه تمت طباعة أوراق نقدية أخرى في نفس الفترة من فئة 5 ريفان باللون الأخضر الفاتح. كما نجد ذكرا لفئة 10 ريفان باللون البني إلا أن ذكرها منحصر لدى M. Muszynskie و H. Schweikert في مؤلفهما “Le Papier monnaie du Maroc”.

صورة لعملة جمهورية اتخاد قبائل الريف “ريفان” كما نشرت في مجلة the international bank note society
the international bank note society

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: