أخبارأخبار الرئيسيةثقافة وفنون

اشبذانن..تنشئة الطفل في كبدانة

تختلف تنشأة الطفل في كبدانة تبعا لتنوع العادات الإجتماعية من قبيلة إلى أخرى، فالطفل يولد ويجد نفسه في عائلة يستمد منها طبعه ولغته، ثم ينفتح في مرحلة نضجه، فيجد نفسه داخل إطار إجتماعي يوجه سلوكه ويحفظ كينونته في الوجود.

وإذا كانت الأسرة كخلية إجتماعية صغيرة تمارس عليه قيمها الموروثة منذ مرحلة نشؤه الأولى، فإن البنية الإجتماعية توجه تصرفاته في كل مراحله العمرية إلى أن يصبح رجلا قادرا على تقلد وظيفة ما داخل مجتمعه ثم يصير أباً فيعيد تكريس سلوكه الموروث على أبنائه.

بداية النشأة:

منذ أن يظهر الوحم على المرأة الحامل يعتبر الجنين عنصرا دخيلا على العائلة ما يجعل المرأة تكتسب الكثير من الإحترام داخل أسرتها، فتلازم البيت وتعفى من مزاولة العمل داخل و خارج المنزل، كما يحضر لها شهواتها النفسية الطارئة أثناء فترة الوحم، والذي يعرف بلغة الأم ب: “UMUZ” أو ” M’ZRI”، وذلك حتى لا يصاب الجنين AḤḌIḌ بوحم يشوه ملامحه، وهو عبارة عن نقط سوداء، تظهر على جلد الصبي ترمز إلى الأشياء التي كانت الأم تتوحم عليها فلم يتم حضورها في وقتها المناسب أي أثناء الوحــــم.

ومن عادات اهالي البلدة، نجد أن عند كل مائدة أكل تحضى المرأة الحامل بالنصيب الوافر من الطعام، حيث يأخذ بعين الإعتبار حصة الجنين في الرحم، ذلك، أن يقسم اللحم بالتساوي بين أفراد العائلة وتقدم حصتين للأم على أساس أن الجنين يتغذى طعامه من رحم أمه.

يعتبر يوم الولادة” ṮARRAWṮ” مناسبة سارة لأفراد العائلة وأهالي الدوار، تضع الأم حملها بسهولة وتقطع القابلة سارة الرضيع لتفاجئ الأقارب بزغاريد إيذانا بزيادة مولود جديد، ويكون الطفل مدينا أن يسمي القابلة ” ḤENNA ṮAMQRANT” طوال حياته وأن يلبي لها أوامرها.

ومن العادات أن هذا الرضيع يوضع له الكحل” ṮAZULT” في عينيه وتميمة في يده و “DART NW ARRUY”
(قَدم قنفذ النيص) في عنقه، إعتقادا منهم أن ذلك سيحميه من العين، ويبقى المولود لصيقا بأمه إعتبارا أنهما يكونان جسدا واحدا.

يهيأ له قماش أبيض يلتف فيه يسمى” ṮASSUNT” ويشد بأحزمة على شكل خيط غليض من الصوف يُقَّوم عظامه يحد من حركاته وتسمى هذه العملية ب: ANNAḌ، ثم يوضع في مهد : ANDUH أو على فراش أعد خصيصا له يضمن له الدفء والراحـة.

وتكون للمولود أسماء تواكب مراحل حياته ونموه، وهذه الأسماء تتواجد عند الريفيين في مناطق مختلفة، لكنها غالبا لا تكون مرتبة بالشكل الذي نجده عند ريفيي كبدانة حسب كل مرحلة من مراحل سن وعمر الناشيء، والتي هي كالتالي:

  • مرحلة AḤḌIḌ =المُرَاقب : وهو لقب الجنين في مرحلة الولادة ويكون مراقبا دون إغفال
  • مرحلة ASIMI = المربى : والذي تستمر تربيته ويكون قد دخل الشهور الأولى
  • مرحلة AḤENJIR = الحاضن : المرحلة الأولى أن يكون محمولا وهو محتكا بالصدر
  • مرحلة AḤIBUR = بداية تعلم المشي على الركبتين والأيدي
  • مرحلة ANIBU = العاقل: بداية التعرف على أفراد العائلة و يميز بينها وبين الغرباء و بداية تعلمه النطق وأسماء أفراد الأسرة
  • مرحلة AḤRAM = الشاطر : مرحلة يقضي فيها معظم أوقاته في اللعب وينفذ بعض الأوامر للأسرة التي تحتاج السرعة والخفة في تنفيذها
  • مرحلة AWƔIC =المراهق: هي بداية ظهور علامات البلوغ
  • مرحلة AṮRASS= الشاب:
  • مرحلة ARIAZ= الرجل : ويذكر هذا الإسم عند الميز بين الذكر AWṮAM والأنثى ṮAWṮAMT، كما يوظف عند الحديث عن الرجولة في الشجاعة ṮARIAZT
  • مرحلة: AWSAR = الشيخ : وهي مرحلة العجز.

أما لغة الطفل فتتركب في بدايتها غالبا من حرفين متكررين أو ثلاثة يسهلان النطق عليه، وهي لغة تستعمل لمخاطبته في مرحلة تدربه على النطق وتعلم الكلام. والفريد من نوعه، أن جميع أهالي منطقة كبدانة يستعملون نفس المصطلاحات لتسمية الأشياء بنفس الحروف عند مخاطبة أطفالهم، ويرجع ذلك الى الموروث الذي يعاد تكراره في كل مناسبة، الى أن أصبح مدرسة لا بد منها، فأن تقول مثلا :داداع، فوفو، دي دي، أَخوشْ، شاشا، حوحو، يعرف جميع أطفال منطقة كبدانة أنك تقصد: الظهر، النار، الجرح، النوم، الأحذية، الحليب.

نورالدين شوقي ..باحث في تاريخ وتراث كبدانة

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: