أخبارأخبار الرئيسيةثقافة وفنونمجتمع

الاحتفال بحاكوز يناير في الريف – نموذج قبائل صنهاجة اسراير- إصنهاجن

بقبيلة آيت بونصر يتم تحضير الفواكه الجافة ليلة الحاگوز (12يناير) تقدم للمقيمين بالبيت حيث تتكون من الجوز، اللوز، التين الجاف و الزبيب .كما يتم تحضير حريرة “إبرين ” الدشيشة في قدر تسمى “تاقنوشت ” خارج المنزل حيث تؤخذ لتشرب بالمسجد.

بعد صلاة المغرب، يخرج الأطفال الصغار الذين يدرسون بالمسجد ) لمحاضرة (ليجوبوا أزقة المدشر، و ذلك لجمع الغلة ) تسمى المعاملة (لفائدة الفقيه حيث تكون المعاملة نقدا أو عينا .مرددين نشيدا خاصا بأمازيغية صنهاجة : “أبيانو ابيانو، أبيانو طاق طاق .وانا ما غن ئك شاي، أس نكشم زي طاق، أس نحرق الطبق) “أبيانو ابيانو، أبيانو طاق طاق .الذي لم يعطينا شيئا، سندخل من نافذة بيته، لنحرق له الطبق الذي يتضمن الفواكه الجافة الخاصة للاحتفال بالمناسبة.

فييوم الغد )13يناير ( أي اليوم الأول من السنة الجديدة، تمتنع النساء عن العمل خارج البيت، فهو يوم عطلة بالنسبة لهن، حيث لا يقمن بجلب الحطب أو الرعي.الاحتفال بقبيلة آيت احمد يمتد على مدى ثلاثة أيام، حيث يقوم الأهل بأخذ ما يلزم للأكل لمدة ثلاثة أيام من غرفة المؤونة و إغلاقها حتى دخول العام الجديد، لاعتقادهم بأن حاگوزة تجلب معها البركة لتحل على الأكل الموجود بالغرفة لذا لا يجب فتح الغرفة حتى لا تفر حاگوزة و بركتها .في اليوم الأول يتم تحضير أكلة “ثاورنت) “ذرة مطحونة جزئيا (التي يخلطونها بالزيت عادة أكلة “إركمان) “قطاني مطهية في إناء مليء بالماء (و “تفظيرت “)خبز مطهي في مقلاة طينية (و يهيئون طبقا لمدة ثلاثة أيام مليئ باللوز و الجوز و التين و الزبيب …

يتم وضع قليل من أكلة “ثاورنت “فوق “إنيان) “الحجارة التي يتم الطهي عليها (لاعتقادهم بأن حاگوزة ستأخذ حقها من الأكلة، كما لا يتم احراق قشور اللوز و الجوز لأنه يوضع بجنب إحدى أشجار اللوز او الزيتون “أزمور “التي تملكها العائلة .في اليوم الثاني الذي يسمى “بين لتنين “يتم تحضير أكلة “البيصارة “فوق “إنيان”.)حجارة مخصصة للطهي(، فإذا فاضت البيصارة على أحد الحجارة فإن الخير سيأتي من جهة ذلك الحجر حسب اعتقاد السكان .في اليوم الثالث “ليلة دخول العام”، يتم تحضير أكلة “أفوَار) “يتم تحميص الذرة في الفرن التقليدي ثم طحنها كليا على شكل دقيق (حيث تطهى في كسكاس و يطهى اللحم و الخضر في طاجين، ليتم تقديم هذه الأكلة كالكسكس على العشاء ليلة لحاڭوز.

و في صباح السنة الجديدة يتم تحضير السفنج على الفطور.و كباقي القبائل الأمازيغية يخرج أطفال آيت احمد لطلب هدية لحاڭوز من سكان مدشرهم مرددين نشيدا خاصا بالمناسبة:”أبيانٌّ و أبيانُّ و، خالي علي بن صالح، و لحاڭوز البارح، اللي ماشي لدَّ اموس إعطينا بالكمٌّ وس، اللي ماشي للغرفة إعطينا بالقفة، اللي ماشي لرُّ وف إعطينا بالمغروف.”في قبيلة آيت بوشيبت يرددون نفس النشيد، و في حالة لم يعطهم أهل منزل ما شيئا فإنه يضيفون هذا المقطع في الأخير :

…ديالمن هاد الدار، يتعشى بالكيدار.”و بقبيلة زرقت يتم الاحتفال بالحاگوز لمدة ثلاثة أيام حيث يمنع طهي القطاني و جميع انواع “لگواز “في المنزل حتى لا يمتلئ الأخير بالصراصير )إبوجيجن (حسب اعتقادهم، فيكتفي أهل المنزل بأكل الخبز و الزيت او السفنج …

في صباح أيام الحاڭوز يتم تحضير طبق لحاڭوز الذي يضم اللوز و الجوز و الزبيب و التين الجاف …، فيما يتم طهي ديك أو أرنب على عشاء ليلة الحاگوز للاحتفاء بدخول السنة الجديدة .و كباقي القبائل الصنهاجية بالريف يخرج أطفال مداشر زرقت مرددين نشيدا خاصا بالمناسبة لطلب هدية الحاڭوز: “الحاڭوز البارح، أ يامنة ن صالح، عطينا ما نقشقش، ولا نهرس القش .”و هناك نشيد آخر بأمازيغية صنهاجة اسراير كان يستعمل في قبيلة زرقت:”أ تدُّ ارت أ تدُّ ارت، شواي ن زبيب د تازارت، أ يامنة طاق طاق، لحاڭوز إ طُّ اق )يا دار يا دار، القليل من الزبيب و التين، يا أمينة طاق طاق، لحاڭوز عند نافذتك.”

أما بقبيلة آيت سداث، فتعمل النساء في فترة الحاگوز على تحضير فطيرة باللوز تسمى “تانگولت “تقدم للأطفال الصغار الذين يضعون جزءا منها تحت وسائدهم، معتقدين أن الحاگوزة )امرأة عجوز ( ستأتي ليلا لتأخذ نصيبها .تقوم النساء بتحضير الذرة المقلية “تيرفي) “الفشار (و يسود اعتقاد انه فيكل مرة تنفجر حبة ذرة سيرزق اﷲ أهل المنزل بخروف “أبعاش .

“في الصباح يتم تحضير طبق مليء باللوز و الجوز و التين و الزبيب …وعلى العشاء يتم تحضير أكلة “إبرين س يباون) “الدشيشة بالفول(، كما أن الرجال يذبحون ذبيحة بالمناسبة و يجتمعون بالمسجد ليلة الحاگوز الأخيرة ليأكلوها.خلال فترة الحاگوز يخرج أطفال قبيلة آيت سداث بين أزقة المداشر مرددين نشيدا خاصا بالمناسبة:”أيا بيانو، زيدو زيدو لعند الباب، هادوك حباب، مول الداموس يعطي الكرموس، مول الغرفة يعطي القفة، ما تخافوشي انا معاكم فحال باباكم.”بقبيلة كتامة )إكوثامن (بمدشر آيت عاكسي )بني عيسي (، تقوم النساء بتحضير أكلة “إركمان “و هي عبارة عن وجبة تشتمل على جميع أنواع الحبوب و القطاني تطهى في قدر يسمى “أقنوش”.

في نفس القبيلة كتامة يخرج أطفال مدشر آيت احمد بين أزقة المدشر مرددين نشيدا خاصا بالمناسبة:”أبيانو، أبيانو، تاشنّوشت ؤبيانو، أغمَّ ا إ لقفل نُّ س، أعتٌّ وق غا نتَّ ا إن شاء اﷲ”.
و إلى عهد قريب )قبل الاستقلال(، كانت قبيلة إكوثامن )كتامة ( تنظم مهرجانا على مدى أسبوع قبل ليلة الحاگوز يسمى “باشيخ “)يسمى في مناطق أخرى ب “سونا” ،”إمعشار” ،”بوجلود” ،”أيراد(…”، حيث يتضمن عروضا غنائية و أخرى مسرحية تنتهي بوليمة بالمسجد .بقبيلة آيت بشير )مدشر بويعلا (يتم الاحتفال بالحاگوز لمدة ثلاثة أيام حيث يمنع طهي القطاني بالمنزل خلال هذه المدة فيكتفي أهل المنزل بأكل المسمن و السفنج و الخبز و الزيت …

في اليوم الثالث يتم تحضير أكلة “الدشيشة “أو “البيصارة “على العشاء.خلال فترة الحاگوز يخرج الأطفال بين أزقة المدشر مرددين نشيدا خاصا بالمناسبة:”أبيانو طاق طاق، عطيلي ما نطرطق، و لا نهرس هاد الطاق.”و بقبيلة تاغزوت ) مدشر تيريرين (يتم تحضير السفنج بشكل جماعي و يتركونه في طبق حتى لا تقوم للا حاگوزة بقلبه حسب اعتقادهم .و على عشاء ليلة الحاگوز يتم تحضير طبق “الحمص بالكرعين.”خلال فترة الحاگوز يخرج الأطفال بين أزقة المدشر مرددين نشيدا خاصا بالمناسبة:”الحاگوز خلي الما مين يدو”.

الباحث: شريف أدرداك / موضوع: رأس السنة الأمازيغية الحاكوز بالريف

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: