أخبارأخبار الرئيسيةتاريخمجتمع

ذاكرة أريف… الريف وانتفاضة 1984 المجيدة

يخلد شعب الريف اليوم و معه احرار بقية بلاد مراكش (المغرب) ذكرى انطلاق شرارة انتفاضة 1984 المجيدة و التي بدأت من مدينة الحسيمة و نواحيها بمظاهرات تلاميذية و إضرابات عمالية، قبل أن تنتقل إلى الناظور، ثم بقية المدن، و تنخرط فيها مختلف الشرائح الشعبية.

و قد اندلعت تلك الإحتجاجات بسبب الآثار الاجتماعية الكارثية للسياسات الاقتصادية التي انتهجها نظام الحسن الثاني استجابة للإملاءات الدولية، حيث ارتفعت اسعار المواد الأساسية (السكر مثلا ارتفع ب 18% و المحروقات ب 20%)، و تمت الزيادة في الضرائب و فُرضت رسوم على الولوج إلى التعليم (50 درهما للتسجيل في الباكالوريا و 100 درهم في الجامعة)، بالإضافة إلى التخفيض الكبير لعدد مناصب التشغيل الجديدة في القطاع العام. و اشتدت الإحتجاجات انطلاقا من يوم 19 يناير بعد لجوء النظام الى خيار القمع الدموي حيث بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص العسكر و بوليس السياسة أكثر من 400 قتيل، تم دفنهم في مقابر جماعية، بينما في الحسيمة امتلأ مستودع الأموات بالجثث فقامت السلطات بالحجز على عدة غرف لتبريد السمك في ميناء المدينة من أجل استخدامها في حفظ جثامين الشهداء.

وشوهدت في الناظور عناصر مسلحة تُطلق النار بشكل مباشر على المتظاهرين انطلاقا من طائرات مروحية. و يوم 22 يناير ألقى الحسن الثاني خطابا متعجرفا اعترف فيه بمسؤوليته المباشرة عن المجازر و هدد بإرتكاب المزيد، و سب و شتم أهل الريف و وصفهم ب “الأوباش”، كما اعترف ضمنيا بمسؤوليته المباشرة عن مذابح 1958 في حق الريفيين عندما قال: “سكان الشمال يعرفونني جيدا وليا للعهد، و ليس في مصلحتهم بأن يعرفوا الحسن الثاني”، و من أجل الهروب إلى الأمام، اتهم المخابرات الإيرانية و الإسرائيلية بالوقوف وراء تلك الإحتجاجات، بينما تم ملء السجون و المعتقلات بمئات المُختطفين.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: