أخبارأخبار الرئيسيةتاريخمقالات الرأي

مذكرة.. الريف وذكرى 11 يناير

يُخلّد اليوم الثلاثاء 11 يناير 2021، النظام المغربي ذكرى “تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال” (11 يناير 1944) و هي تؤرخ لإحدى حلقات خيانة غلمان الجنرال ليوطي او ما يُسمى ب “الحركة الوطنية المغربية” لكفاح المقاومة المسلحة المراكشية (المغربية) و لنضالات الشعوب المغاربية لإنتزاع إستقلالها الكامل بالقوة لا عبر استعطاف الاستعمار لتحسين شروط العبودية او لخلافته في استعباد تلك الشعوب و نهب ثرواتها، عبر احتلال بالوكالة.

لقد كانت رؤية أقطاب المقاومة المسلحة في شمال أفريقيا، و ضمن ذلك قادتها في الريف، شديدة الوطنية عندما قدَّروا أن جلاء الإستعمار يجب أن يكون، لا بالسياسة، بل عبر معركة مغاربية مسلّحة موحدة، و قد تعززت جدارة هذه الرؤية أكثر بمرور الزمن الذي جعل المستعمر في موقف الهشاشة بسبب الاستنزاف الذي تعرض له في الحرب العالمية الثانية و حالة الضعف الأخلاقي و القانوني بعد تأسيس لجنة تصفية الإستعمار في الأمم المتحدة، لاحقا، و كل ذلك تصادف مع نزول محمد بن عبد الكريم الخطابي بالقاهرة سنة 1947 و الزخم الذي منحته عودته لفكرة الثورة المسلحة.

لقد أدارت “الحركة الوطنية”، و معها الملكية، ظهرها لكفاح شعب الريف و غيره من الشعوب المراكشية، بل و خانت كفاح الشعب الجزائري الشقيق (عبر مثلا؛ المنظمة الخاصة، و اللجنة الثورية للوحدة والعمل، و جيش التحرير الوطني) لما وافقت على اعتبار الجزائر محافظة فرنسية.

و تضم “وثيقة المطالبة بالاستقلال”، التي تم تقديمها لقائد الإدارة الاستعمارية آنذاك، غابرييل بيو، اعترافا صريحا بأن الموقعون كانوا ينتظرون أن يساهم احتلال فرنسا لبلاد مراكش (المغرب) في “إدخال الإصلاحات التي يحتاج إليها المغرب في ميادين الإدارة و العدلية و الثقافة و الاقتصاد و المالية و العسكرية”، و برروا تقديمهم لعريضتهم الاحتجاجية بهيمنة الموظفين الفرنسيين على الإدارة و عدم إشراك النخب المدينية المراكشية في الحكم تحت إمرة فرنسا.

و تعتبر هذه الورقة التي يتم “تخليدها” اليوم تكملة ل “وثيقة مطالب الشعب المغربي” التي قدمها علال الفاسي، و مجموعة من الخونة الآخرين، يوم 1 دجنبر 1934 إلى الإستعمار الفرنسي لمطالبته بإدخال بعض “الاصلاحات” على طريقة احتلاله للبلاد.

و قد تم إستكمال مسار الخيانة بتوافقات “إيكس ليبان” خلال شهر غشت من سنة 1955 و التي تم فيها التمهيد لنقل بلاد مراكش من حالة الإستعمار المباشر إلى حالة الإستعمار غير المباشر و ما سماه محمد بن عبد الكريم الخطابي ب “الإحتقلال”، المتواصل إلى اليوم.

و قال هذا القائد العظيم، الذي اعتبر تلك الأوفاق “فخا منصوبا”، في نداء موجه إلى جيش التحرير بهذه المناسبة:

“أيها الإخوان،
إن الظروف قد حتمت علينا أن نوجه إليكم هذا النداء حتى لا يفوت الأوان. هناك جماعة متضامنة من المستغلين تتربص بكم الدوائر و تريد أن توقعكم من جديد في قبضة الاستعباد بعدما حملتم أسلحتكم وأدركتم ما يجب عليكم أن تفعلوه لأخذ حريتكم واستقلالكم”.
(…)

“هذه الجماعة [التي سماها بالحرف ب “جماعة الرباط”] قد باعت الكرامة و الشرف و الوطن و سلمت البلاد لطائفة قليلة من المستعمرين بثمن بخس، هي تلك المناصب الزائفة الحقيرة المهينة”.

و قد وردت هذه المواقف ضمن رسائل للخطابي نشرتها صحيفة “كفاح المغرب العربي”، التي كان يصدرها أنصار جيش التحرير من دمشق، و قد نُشرت بتاريخ 7 يناير 1956 تحت عنوان: “بطل الريف يحذر المتخاذلين و يدعو الشعب لمتابعة النضال”.

موسى الخطابي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: